عرب لندن 

يواجه المجلس الطبي العام (GMC) في بريطانيا انتقادات حادة بعد الكشف عن أن لوائحه تسمح بإخفاء التاريخ التأديبي للأطباء الذين يغيرون هويتهم الجندرية، مما قد يمنع المستشفيات من معرفة أي مخالفات سابقة عند تعيينهم.

وأكد المجلس لصحيفة التليغراف "The Telegraph" أن 62 طبيبًا حصلوا على سجلات جديدة برقم GMC مختلف بعد تغيير هويتهم الجندرية، مما أدى إلى فقدان أي ارتباط بسجلهم القديم، ومن بينهم الدكتورة بيث أبتون، التي أصبحت طرفًا في قضية قانونية باسكتلندا.

وأثار هذا الإجراء قلقًا واسعًا في الأوساط الطبية، حيث قد تواجه المستشفيات التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) صعوبة في التحقق من أي سوابق تأديبية للأطباء المتحولين جنسيًا، مما قد يعرض سلامة المرضى للخطر.

ووصف مصدر مقرب من وزير الصحة البريطاني ويس ستريتنغ الأمر بأنه "جنوني"، داعيًا إلى تغيير هذه السياسة فورًا. 

وقال ستريتنغ: "يجب أن تستند قرارات التوظيف إلى السجل التأديبي الكامل للأطباء. إخفاء هذه المعلومات عن المستشفيات أمر غير منطقي ويجب إصلاحه فورًا. معاملة الجميع باحترام بغض النظر عن هويتهم الجندرية أمر ضروري، لكن هذا لا يعني محو السجلات التأديبية.

"إخفاق جسيم" يهدد سلامة المرضى

عند التقدم لوظيفة، تعتمد إدارات الموارد البشرية على مراجعة سجل الطبيب لدى المجلس الطبي العام (GMC)، والذي يتضمن أي تحذيرات تأديبية سابقة، مثل العلاقات غير الملائمة، أو تعاطي الكحول والمخدرات، أو انتهاكات أخرى.

لكن وفقًا للمجلس الطبي، فإن الأطباء الذين يغيرون هويتهم الجندرية يحصلون على رقم GMC جديد دون أي إشارة إلى سجلهم القديم، مما قد يؤدي إلى إخفاء أي مخالفات تأديبية سابقة عن جهات التوظيف.


تحذيرات من خطورة السياسة الحالية

انتقد الدكتور غوردون كولدويل، الذي شغل منصب مستشار في NHS لمدة 28 عامًا، هذه السياسة ووصفها بأنها "إخفاق جسيم" قد يؤدي إلى تعيين أطباء يشكلون خطرًا على سلامة المرضى. 

وقال: "عندما كانت لدي مخاوف بشأن طبيب، كنت قادرًا على التحقق من سجل GMC لمعرفة تفاصيل أي عقوبات تأديبية سابقة. هذه المعلومات ضرورية لحماية المرضى، ولا ينبغي إخفاؤها."

كما شددت الدكتورة لويز إيرفين، الطبيبة العامة والرئيسة المشاركة في شبكة الاستشارات السريرية حول الجنس والجندر، على ضرورة منح المستشفيات والجهات المعنية حق الوصول الكامل إلى التاريخ التأديبي للأطباء عند التوظيف.

مخاوف من استغلال النظام لإخفاء العقوبات التأديبية

رغم عدم وجود دليل على أن الدكتورة بيث أبتون خضعت لإجراءات تأديبية، إلا أن الثغرات في نظام المجلس الطبي العام (GMC) قد تتيح للبعض تغيير هويتهم الجندرية لإخفاء أي سجل تأديبي سابق.

ويأتي ذلك في سياق إجراءات صارمة أقرتها الحكومة البريطانية عام 2023 لمنع المجرمين المتحولين جنسيًا من الانتقال إلى سجون النساء، حتى لو امتلكوا أعضاءً ذكورية، أو كان لديهم سجل سابق في جرائم الاعتداء الجنسي.

ووصف وزير الصحة البريطاني هذا الوضع بأنه "مقلق للغاية"، مؤكداً أنه لا يجب السماح باستمراره، ودعا GMC إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لضمان الشفافية وحماية المرضى.

وفي بيان رسمي، قال متحدث باسم GMC: "هذا موضوع معقد، وعلينا الموازنة بين عدة اعتبارات، لكن أولويتنا تبقى حماية الجمهور والحفاظ على الثقة العامة."

وأكد أن المجلس سيرد رسميًا على طلب وزير الصحة، مشددًا على أن أي سجل تأديبي لم يتم حذفه أو إخفاؤه، لكن هناك حاجة لإيجاد آلية مناسبة تتيح عرض هذه المعلومات دون انتهاك قانون الاعتراف الجندري.

ومن جانبها، أكدت هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) أن جميع المؤسسات الصحية ملزمة بالإفصاح عن أي مخالفات تأديبية تتعلق بالأطباء عند انتقالهم بين الوظائف. لكنها شددت على ضرورة أن يوفر GMC أكبر قدر ممكن من المعلومات لضمان الشفافية عند التوظيف.


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 

 

السابق موجز أخبار بريطانيا من منصة عرب لندن الأحد:  23 / فبراير 2025
التالي ستارمر يهاجم حزب الإصلاح: "سياساتهم يمينية متطرفة ولا تقدم حلولًا حقيقية لبريطانيا"