عرب لندن
أدانت محكمة بريطانية رجلًا باغتصاب فتاة مراهقة في حديقة منعزلة في ميرسيسايد، بعد أن كشفت أدلة الحمض النووي تورطه في الجريمة التي وقعت قبل عدة سنوات.
وبحسب ما نقلته "الميرور"، استدرج المتهم، سيد ميا البالغ من العمر 44 عامًا، الضحية، التي كانت تبلغ من العمر 15 عامًا آنذاك، إلى منطقة معزولة بين الأشجار أثناء سيرها في الحديقة ليلًا.
وبعد ارتكاب جريمته، وجه إليها تهديدًا صارخًا قائلًا: "سترينني مرة أخرى. إذا أخبرتِ أحدًا، سأقتلكِ"، مما دفعها للصمت وعدم الإبلاغ عن الحادثة لمدة أسبوعين.
وظل الاعتداء مسجلا ضد مجهول حتى عام 2021، عندما ضبطت الشرطة صورًا غير لائقة للأطفال على هاتف ميا خلال تحقيق منفصل، ما أدى إلى إدانته بحيازة مواد استغلال الأطفال من الفئات (A) و(B) و(C).
وعند اعتقاله، كشفت تحاليل الحمض النووي عن صلته بحادثة الاغتصاب، لكنه أنكر التهم الموجهة إليه حتى تمت إدانته في محكمة ليفربول الملكية هذا الأسبوع.
وخلال جلسة النطق بالحكم في 20 فبراير، أدلت الضحية، التي أصبحت الآن شابة راشدة، بشهادة مؤثرة أمام المحكمة، كاشفة عن مدى تأثير الجريمة على حياتها، حيث قالت: "لقد دُمرت حياتي بالكامل منذ تلك الليلة. لم يصدقني أحد، فهربت من المنزل، وأصبحت مدمنة على الكحول والمخدرات، وانتهى بي المطاف في نظام الرعاية."
وأضافت الضحية: "لم أعد أثق في أحد، ولم أستطع بناء أي علاقات ناجحة في حياتي. كنت أتعامل مع الألم من خلال إلحاق الأذى بنفسي أو اللجوء إلى الكحول والمخدرات، لأنني شعرت أن لا أحد يهتم لأمري."
وكشفت المحكمة أيضًا أن ميا دخل المملكة المتحدة بطرق غير قانونية عام 1999، ثم قدم طلبًا للحصول على إقامة دائمة، إلا أن طلبه رُفض عام 2014. وبعد استنفاد جميع الطعون، تم احتجازه في 2017، لكنه لم يُرحّل من البلاد.
وخلال المحاكمة، ذكرت المحامية روبي سيلفا، التي دافعت عن ميا، أن موكلها تزوج من امرأة بنغلاديشية في عام 2022، وهي تعتمد عليه بالكامل، مضيفة أن سجنه سيؤثر على وضعها في المملكة المتحدة.
وأصدر القاضي ديفيد سوينيرتون حكمًا بالسجن 12 عامًا على ميا، مشيرًا إلى أن وزارة الداخلية البريطانية يجب أن تنظر بجدية في مسألة ترحيله.
كما أمر بإدراج اسمه في سجل مرتكبي الجرائم الجنسية مدى الحياة، مؤكدًا أن جريمته تسببت في أذى نفسي عميق للضحية، وسيظل تأثيرها يرافقها طوال حياتها.