التعويضات عن الأخطاء الطبية في (NHS) تتجاوز 3 مليارات جنيه إسترليني

عرب لندن

أنفقت هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) في إنجلترا نحو ثلاثة مليارات جنيه إسترليني كتعويضات العام الماضي، مع تزايد المطالبات بسبب الأخطاء الطبية والتأخيرات القاتلة.

ووفقًا للبيانات الصادرة عن "NHS Resolution"، وهي الجهة المسؤولة عن التعامل مع مطالبات الإهمال الطبي، فإن تعويضات عام 2023/2024 بلغت 2.8 مليار جنيه إسترليني، أي أكثر بنسبة 140% مقارنة بعام 2014/2015، حيث كانت التعويضات آنذاك 1.2 مليار جنيه إسترليني فقط، بحسب "الميرور".

وعلى مدى 10 سنوات، دفعت (NHS) حوالي 21.3 مليار جنيه إسترليني لتسوية 121 ألف مطالبة تتعلق بأخطاء طبية وتأخيرات، وهو ما يعكس أزمة متزايدة في النظام الصحي البريطاني.

وكان أكثر الجوانب إثارة للقلق هو أن 40% من التعويضات العام الماضي كانت بسبب سوء الرعاية في أقسام التوليد، مما أدى إلى دفع 1.15 مليار جنيه إسترليني لضحايا الأخطاء الطبية في الولادات.

ويأتي ذلك بعد سلسلة من التحقيقات التي أجرتها دونا أوكيندن، كبيرة القابلات في بريطانيا، حول فضائح وفيات الأطفال حديثي الولادة في المستشفيات التابعة لـ (NHS).

وفي وقت سابق من هذا الشهر، فرضت غرامة على مستشفى "Nottingham University Hospitals" قدرها 1.6 مليون جنيه إسترليني بسبب إخفاقات يمكن تجنبها أدت إلى وفاة ثلاثة أطفال حديثي الولادة في عام 2021.

انتقد حزب الديمقراطيين الليبراليين  هذه الأرقام، معتبرًا أنها تعكس "الثمن الذي دفعه المرضى بسبب سنوات من الإهمال تحت حكم المحافظين".

وقالت جيس براون-فولر، المتحدثة باسم الحزب: "كل تعويض يُدفع يمثل معاناة مروعة تحملها المرضى بسبب انهيار النظام الصحي."

كما دعت الحكومة الجديدة إلى تنفيذ توصيات تقرير أوكيندن بالكامل وإجراء مراجعة شاملة للرعاية الاجتماعية خلال 12 شهرًا، محذرة من أن "المرضى لا يمكنهم تحمل مزيد من المماطلة".

وفي سياق مختلف، أعلنت حكومة سير كير ستارمر أنها حققت تقدمًا في تنفيذ وعدها الانتخابي بتوفير 2 مليون موعد طبي إضافي في (NHS) قبل الموعد المحدد بسبعة أشهر.

ووفقًا لأرقام (NHS)، تم تسجيل 2.2 مليون موعد إضافي بين يوليو ونوفمبر 2024 مقارنة بنفس الفترة من عام 2023، وكانت النسب المسجلة 62% لمواعيد العيادات الخارجية و 26% للاختبارات التشخيصية و12% للعمليات الجراحية الاختيارية. 

بدوره، أكد وزير الصحة ويس ستريتينغ أن "هناك الكثير من العمل المتبقي، لكننا سنحقق تحسنًا سنويًا تدريجيًا"، مشيرًا إلى أن الحكومة مصممة على إنهاء ظاهرة "الرعاية في الممرات" التي أصبحت "أمرًا شائعًا لكنه غير مقبول".

ورغم زيادة الإنفاق على (NHS)، لا تزال التحديات قائمة، مع استمرار قوائم الانتظار الطويلة ونقص الكوادر الطبية. وبينما تعِد الحكومة بتحسين تدريجي، يطالب المرضى والمراقبون بإصلاحات أسرع وأكثر جذرية لإنهاء سنوات من التدهور والإهمال في القطاع الصحي.