عرب لندن 

تواجه خطط رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر لنشر قوات حفظ سلام أوروبية في أوكرانيا معارضة قوية من ألمانيا، مما يهدد بإفشال المبادرة قبل أن تبدأ، وفقا لما نقلته "التلغراف". 

 واجتمع القادة الأوروبيون في باريس يوم أمس الإثنين، حيث اتضح الانقسام بين الدول الكبرى، إذ تدفع بريطانيا وفرنسا باتجاه إرسال قوات إلى كييف، في حين تميل ألمانيا وبولندا إلى عدم المشاركة، بينما لم تحسم دول مثل إيطاليا والنرويج موقفها بعد.

وأعلن رئيس الوزراء البريطاني استعداده لنشر قوات بريطانية على الأراضي الأوكرانية لضمان تنفيذ أي اتفاق سلام محتمل. 

وجاء هذا الإعلان قبيل اجتماع القادة الأوروبيين في باريس، والذي دعا إليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمناقشة التطورات الأخيرة، في ظل تحركات دونالد ترامب لبدء مفاوضات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإنهاء الحرب.

وفي موازاة ذلك، يستعد مسؤولون أمريكيون وروس للاجتماع في السعودية لوضع الأسس لقمة محتملة بين ترامب وبوتين. 

كما أرسلت وزارة الخارجية الأمريكية استبيانًا للعواصم الأوروبية تسأل فيه عن الإمكانات العسكرية والدعم اللوجستي الذي يمكنهم تقديمه لكييف بعد انتهاء القتال.

ورغم الدعوات لنشر قوات حفظ سلام، فإن مصادر دبلوماسية تؤكد أن ألمانيا لن تشارك في أي عمليات أوروبية في أوكرانيا عقب وقف إطلاق النار. 

ويرجع ذلك إلى موقف المستشار الألماني أولاف شولتس، الذي أكد في ديسمبر الماضي أمام البرلمان الألماني:"إرسال قوات ألمانية إلى أوكرانيا أمر غير وارد حاليًا، وهذا الموقف لن يتغير"، فيما أكد يوم أمس أن أمر إرسال القوات يعد "سابقا لأوانه". 

كما أن بولندا استبعدت أيضًا المشاركة بسبب التزامها بحماية الجناح الشرقي لحلف الناتو، في حين يُرجح أن ترفض كل من المجر وسلوفاكيا أي دور عسكري بسبب علاقاتهما الوثيقة مع موسكو.

وتشير بعض المصادر إلى أن غياب ألمانيا وبولندا عن المبادرة قد يجعلها غير قابلة للتنفيذ، إذ صرّح مصدر دبلوماسي أوروبي قائلًا:"أي نقاش حول قوات حفظ السلام لا جدوى منه بدون مشاركة ألمانيا وبولندا."

ويعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون  أحد أبرز الداعمين لنشر قوات غربية في أوكرانيا، وهو موقف كرره منذ العام الماضي، رغم معارضة العديد من القادة الأوروبيين. 

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد صرّح بأن تنفيذ أي اتفاق سلام يتطلب نشر 200 ألف جندي دولي، وهو عدد لا تستطيع الدول الأوروبية وحدها توفيره دون دعم أمريكي.

وأصبحت بريطانيا أول قوة عسكرية أوروبية تعلن استعدادها لإرسال قوات إلى أوكرانيا، وقد تلجأ إلى تحالف القوات الاستكشافية المشتركة (JEF)، وهو ائتلاف يضم 10 دول من شمال أوروبا، منها هولندا والدول الإسكندنافية ودول البلطيق وفرنسا، والذي تم الاتفاق على تشكيله الشهر الماضي. 

وتشير التقديرات إلى أن قوة قوامها 40 ألف إلى 50 ألف جندي قد يتم تشكيلها من دول (JEF) لنشرها في أوكرانيا. 

ورغم أنه من غير المرجح أن تتمركز هذه القوات على خط المواجهة المباشر مع روسيا، إلا أنها قد تُنشر داخل الأراضي الأوكرانية لتقديم ضمانات أمنية لكييف في حال انتهاك موسكو لأي اتفاق سلام.

وفي هذا السياق، قال الخبير العسكري مايكل كوفمان: “الأهم من عدد القوات هو مكان انتشارها والدور الذي ستلعبه. لا تحتاج القوة إلى أن تكون ضخمة، بل يجب أن تكون لديها القدرة على التحرك السريع في المناطق الاستراتيجية.”

ورغم التزام الحكومة البريطانية بإنفاق 3 مليارات جنيه سنويًا حتى عام 2030 لدعم الجيش الأوكراني، إلا أن وزير الدفاع السابق بن والاس حذر من أن القوات البريطانية قد لا تكون قادرة على الوفاء بالتزاماتها الحالية، فضلًا عن إرسال قوات إضافية إلى أوكرانيا.

وأشار إلى أن الجيش البريطاني لديه قوات منتشرة بالفعل في إستونيا وقبرص، بالإضافة إلى مهامه في تدريب الجنود الأوكرانيين. كما تساءل عن جدوى رفع الإنفاق الدفاعي إلى 2.5% من الناتج المحلي الإجمالي، قائلًا: “إذا كنا سنرسل قوات إلى أوكرانيا، فعلينا أن نضمن أنها مجهزة بشكل كامل. إرسال قوات غير مدعومة كفاية قد يعرّض حياة الجنود البريطانيين للخطر.”

السابق جدل في بريطانيا حول خدمات الترجمة في (NHS) مع تزايد المرضى غير الناطقين
التالي بريطانيا: فصل ضابطة شرطة بعد ضبطها تقود مركبة الشرطة في حالة سُكر شديد