عرب لندن
كشف تقرير مشترك صادر عن ثلاث مؤسسات بحثية متخصصة في السياسة الصحية أن واحدًا من كل ثلاثة مرضى في هيئة الخدمات الصحية الوطنية اضطروا إلى ملاحقة نتائج الفحوصات الطبية، بما في ذلك الأشعة السينية والتصوير بالرنين المغناطيسي، بسبب أخطاء إدارية متكررة.
وذكر موقع صحيفة “التلغراف” Telegraph، أن هذه الإخفاقات الإدارية تعرقل حصول المرضى على الرعاية الصحية في الوقت المناسب، مما قد يؤثر سلبًا على سلامتهم، ويهدد جهود الحكومة في تقليص قوائم الانتظار.
وتضمنت الأخطاء الإدارية التي تم رصدها عدم إبلاغ المرضى بمواعيد الانتظار، وتأخير وصول خطابات المواعيد لما بعد تاريخها المحدد، بالإضافة إلى عدم توفر معلومات واضحة حول الجهة التي يمكنهم التواصل معها أثناء انتظارهم للعلاج.
ويأتي ذلك في الوقت الذي أعلن فيه رئيس الوزراء البريطاني، السير كير ستارمر، تحقيق تقدم في تنفيذ تعهده الانتخابي بتوفير مليوني موعد إضافي في هيئة الخدمات الصحية الوطنية. وأكد أن الحكومة تواصل تنفيذ خطتها لإصلاح النظام الصحي، حيث تراجعت قائمة الانتظار بمقدار 160 ألف حالة منذ الانتخابات العامة في يوليو، لتصل إلى 7.46 مليون حالة.
وقال ستارمر: "لقد التزمنا بتحسين أداء هيئة الخدمات الصحية الوطنية، وهذا ما نقوم به بالفعل. لكننا ندرك أن المهمة لم تنتهِ بعد".
وأشار التقرير، الذي أعده كل من The King’s Fund وHealthwatch England وNational Voices، إلى أن مشاكل التواصل في هيئة الخدمات الصحية تؤثر سلبًا على تجربة المرضى، وتؤدي إلى هدر الوقت والموارد.
وأظهر استطلاع شمل 1888 شخصًا في إنجلترا أن 64% ممن استخدموا الخدمات الصحية خلال الأشهر الـ12 الماضية واجهوا مشكلات في التواصل. وأكد ثلثهم أنهم اضطروا لملاحقة نتائج الفحوصات بأنفسهم، في حين أن نسبة مماثلة لم تحصل على معلومات واضحة بشأن فترات الانتظار.
وقالت جوليا كريم، زميلة السياسات في The King’s Fund والمؤلفة المشاركة للتقرير: "تكشف هذه النتائج عن خلل يومي في إدارة هيئة الخدمات الصحية، حيث يواجه المرضى صعوبة في الوصول إلى الخدمات الأساسية".
وأضافت: "تسعى الحكومة إلى خفض قوائم الانتظار وتحسين الخدمات، لكن هذه الجهود لن تنجح إذا لم تتمكن هيئة الخدمات الصحية من توفير معلومات واضحة للمرضى حول مواعيدهم والجهات التي يجب التواصل معها".
كما وكشف الاستطلاع أيضًا أن 42% من المرضى الذين واجهوا مشاكل إدارية يشعرون بأنهم أقل ميلًا لطلب الرعاية مستقبلاً، فيما اعتبر 50% منهم أن هذه الإخفاقات تؤثر على جودة الرعاية الصحية المقدمة.
وأوضحت لويز أنصاري، الرئيسة التنفيذية لـ Healthwatch England: "لقد تلقينا العديد من الشكاوى حول تأخر وصول خطابات المواعيد، أو إرسالها إلى عناوين خاطئة، بل وفقدان بعض الإحالات داخل النظام الصحي".
ومن جهتها، أشارت الدكتورة فيكتوريا تزورتزيو براون، نائبة رئيس الكلية الملكية للأطباء العامين، إلى أن هذه الأخطاء الإدارية تزيد من الأعباء البيروقراطية على الأطباء، الذين يجدون أنفسهم مضطرين لمتابعة نتائج الفحوصات والتأكد من عدم ضياع مواعيد المرضى.
وتزامنًا مع هذه التحديات، أعلنت الحكومة عن صندوق تمويل إضافي بقيمة 40 مليون جنيه إسترليني سيتم تخصيصه للمؤسسات الصحية التي تحقق تحسينات في تقليص قوائم الانتظار. وتهدف هذه المبادرة إلى دعم المستشفيات في تحسين التكنولوجيا والبنية التحتية.
وقال متحدث باسم هيئة الخدمات الصحية الوطنية: "يسلط التقرير الضوء على الحاجة الملحة لتحديث أنظمة البيانات وتحسين إدارة المرضى. نحن نعمل على تطوير الأنظمة الرقمية لضمان حصول المرضى على المعلومات التي يحتاجون إليها في الوقت المناسب".
ومن جانبها، أكدت وزارة الصحة أنها تعمل على تحديث تطبيق NHS، بحيث يتيح للمرضى حجز المواعيد وإعادة جدولتها، بالإضافة إلى الحصول على نتائج الفحوصات الطبية إلكترونيًا، بما يسهم في تقليل الأخطاء الإدارية وتحسين تجربة المرضى.