عرب لندن

كشف استطلاع أجرته شبكة "سكاي نيوز" Sky News عن تنامي ظاهرة حمل السكاكين بين طلاب المدارس الثانوية في إنجلترا، حيث أفاد ما يقرب من واحد من كل خمسة معلمين (18%) بأنهم شاهدوا تلاميذ يحملون أسلحة بيضاء داخل المدرسة.

وشارك في الاستطلاع أكثر من 4000 معلم عبر أداة Teacher Tapp، حيث أظهرت النتائج أن 6% من المعلمين شهدوا شخصيًا تلاميذ يحملون سكاكين أو أدوات حادة خلال العام الدراسي الحالي، بينما أبلغ البعض عن وقوع خمس حوادث منفصلة على الأقل داخل المؤسسة التعليمية نفسها.

ورغم تصاعد هذه الظاهرة، أقر 15% فقط من المعلمين بأنهم تلقوا تدريبًا رسميًا أو إرشادات حول كيفية التعامل مع التلاميذ الذين يحملون سكاكين، مما يبرز فجوة خطيرة في الاستعدادات الأمنية داخل المدارس.

وَتُعَتَبرُ هذه الظاهرة الأكثر انتشارًا في المناطق الفقيرة، وأَظهر الاستطلاع أن المعلمين في المناطق ذات المستويات الاجتماعية والاقتصادية المنخفضة يواجهون هذه الظاهرة بمعدل يزيد عن ضعف ما يواجهه المعلمون في المناطق الأكثر ثراءً، مما يشير إلى ارتباط الظاهرة بالعوامل المجتمعية والاقتصادية.

ومن جانبه، وصف بيبي دي لاسيو، من جمعية قادة المدارس والكليات، هذه النتائج بأنها "ناقوس خطر"، مؤكدًا أن حمل التلاميذ للسكاكين يمثل "اتجاهًا متزايدًا" يستدعي تحركًا عاجلًا من الجهات المختصة.

وتحدث الدكتور فينسنت أوزوماه، وهو محاضر جامعي حاليًا، عن تجربته حين تعرض للطعن داخل مدرسة ثانوية في برادفورد عام 2015 على يد أحد تلاميذه البالغ من العمر 14 عامًا آنذاك، والذي حُكم عليه بالسجن 11 عامًا.

وقال أوزوماه: "حتى لو أظهر الاستطلاع أن 1% فقط من المعلمين شاهدوا سكينًا، فإن تداعيات ذلك قد تكون كارثية"، مشيرًا إلى أن الطالب الذي هاجمه كان قد أخبر أصدقاءه بنيته تنفيذ الاعتداء، لكن أحدًا لم يبلغ عن ذلك.

وأوضح أنه قضى ثمانية أيام في المستشفى بعد الحادث، مما دفعه إلى ترك العمل في التدريس بالمدارس الثانوية، مضيفًا: "لم أتوقع أبدًا أن أتعرض للطعن داخل الفصل. لا يجب أن يمر أي معلم بهذه التجربة المروعة. النظام التعليمي بحاجة إلى إصلاح عاجل".

وفي ردها على نتائج الاستطلاع، أكدت وزارة التعليم أن الحوادث العنيفة في المدارس "نادرة"، لكنها شددت على أن "جميع المدارس يجب أن تكون أماكن آمنة للتعلم"، مشيرة إلى أن لكل مدرسة مسؤولية وضع تدابيرها الأمنية الخاصة، بما في ذلك استخدام أجهزة الكشف عن المعادن إذا لزم الأمر.

ومن جهتها، أعربت وزيرة الداخلية إيفات كوبر عن دعمها لقيام المدارس بتركيب "أقواس السكاكين" للكشف عن الأسلحة، لكنها أقرت بأن التكلفة المرتفعة لهذه الأجهزة تمثل عائقًا كبيرًا، في وقت تواجه فيه المدارس ضغوطًا مالية شديدة، وفقًا لجمعية قادة المدارس والكليات.

وتفتح هذه النتائج الباب أمام تساؤلات حول مدى جاهزية المدارس للتعامل مع انتشار السكاكين بين التلاميذ، وسط مطالبات بتوفير تدريب مناسب للمعلمين وتعزيز إجراءات الأمن داخل المؤسسات التعليمية.

السابق تقرير صادم: تفشي القوارض والعفن في مطاعم ومقاهي وايت هول
التالي داوننغ ستريت في طريقه ليصبح مكانا أقل جاذبية للعمل بسبب إضراب عمال النظافة