عرب لندن
رفعت عائلات أربعة أطفال بريطانيين دعوى قضائية ضد منصة تيك توك، متهمةً إياها بالتسبب في وفاة أطفالهم من خلال الترويج لـ"تحدي التعتيم" الخطير، الذي انتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي. ويسعى الآباء إلى الوصول إلى بيانات حسابات أطفالهم على المنصة لفهم الملابسات المحيطة بوفاتهم، وفقاً لما نقله موقع “ذا ستاندرد” The Standard.
وتقدّم آباء الأطفال الأربعة - إسحاق كينيفان (13 عامًا)، آرتشي باترسبي (12 عامًا)، جوليان "جولز" سويني (14 عامًا)، ومايا والش (13 عامًا) - بدعوى قضائية ضد تيك توك وشركتها الأم "بايت دانس" في الولايات المتحدة. وتهدف الدعوى إلى الحصول على بيانات حسابات الأطفال المتوفين على وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن المنصة قد تكون أزالت تلك البيانات وفقًا لتصريحات أحد مسؤوليها التنفيذيين.
وقال جيلز ديرينجتون، مدير العلاقات الحكومية في تيك توك، لراديو "بي بي سي 5 لايف"، إن الشركة "لا تحتفظ ببعض البيانات ببساطة"، مشيرًا إلى أن قوانين حماية البيانات تلزمهم بحذف المحتوى سريعًا، مما قد يُعيق قدرة العائلات على الوصول إلى المعلومات التي تبحث عنها.
وتتهم العائلات المنصة بترويج مقاطع فيديو خطيرة للأطفال، بهدف زيادة التفاعل، رغم أن سياساتها الرسمية تمنع نشر المحتوى الذي يشجع على الأنشطة الضارة. وأكدت تيك توك أنها تزيل 99% من المحتوى الذي ينتهك سياساتها قبل أن يتم الإبلاغ عنه.
ومن جهتها، قالت إيلين رووم، والدة جولز، إنها تسعى للوصول إلى بيانات ابنها على تيك توك لفهم الأسباب الحقيقية وراء وفاته، مؤكدة أنها لم تكن تعلم بضرورة الحصول على أمر قضائي لذلك، وأنها شعرت بالصدمة عندما قيل لها إنها "غير مخولة" بالوصول إلى هذه البيانات.
هذا ويعرف "تحدي التعتيم" أو "لعبة الاختناق" بأنه ممارسة خطيرة يقوم فيها الأفراد بتقييد تنفسهم عمدًا حتى يفقدوا وعيهم، وغالبًا ما يوثقون التجربة على منصات التواصل الاجتماعي. ورغم أن البعض قد يعتقد أن فقدان الوعي مؤقت وغير ضار، إلا أن الأطباء يحذرون من أن نقص الأكسجين قد يؤدي إلى تلف دماغي دائم، إعاقات عقلية، أو حتى الموت.
هذا ونفت تيك توك أي دور لها في انتشار هذا التحدي، مؤكدة أنها تحظر البحث عن مصطلحات مرتبطة به منذ عام 2020، وقال ديرينجتون: "لا نريد أي محتوى كهذا على المنصة، ونعمل باستمرار لضمان سلامة المستخدمين".
ورغم أن التحدي ظهر مجددًا في السنوات الأخيرة، فإن جذوره تعود إلى التسعينيات، حيث سجلت تقارير طبية وشرطية حالات وفيات بسبب هذه الممارسة. ووفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، فإن الظاهرة كانت منتشرة بين الأطفال والمراهقين حتى قبل ظهور وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة.
وبينما يستمر الجدل حول مسؤولية تيك توك في هذه الوفيات، تتزايد الدعوات لفرض قوانين أكثر صرامة لحماية الأطفال على الإنترنت، وتمكين الآباء من الوصول إلى بيانات أبنائهم المتوفين بحثًا عن إجابات.