عرب لندن

أعلن بنك سانتاندير وبنك باركليز عن تقديم عروض جديدة للرهن العقاري بمعدلات فائدة تقل عن 4%، وهي المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك منذ نوفمبر الماضي. تأتي هذه الخطوة في ظل احتدام المنافسة بين البنوك، وسط توقعات بمزيد من التخفيضات في سعر الفائدة الأساسي من قبل بنك إنجلترا.

وحسب ما ذكرته شبكة بي بي سي "BBC" أدى قرار بنك إنجلترا بخفض سعر الفائدة الأساسي إلى 4.5% الأسبوع الماضي إلى تعزيز ثقة المقرضين، مما دفع بعضهم إلى تقديم عروض أكثر تنافسية. ومع ذلك، فإن هذه العروض ليست متاحة للجميع، حيث تتطلب وديعة بنسبة 40% من قيمة العقار، إلى جانب احتمالية فرض رسوم مرتفعة.

ولا تزال معدلات الفائدة على معظم الرهون العقارية تتجاوز 4% في الوقت الحالي، حيث يبلغ متوسط الفائدة 5.48% للعقود ذات السنتين، و5.29% للعقود التي تمتد لخمس سنوات، وفقًا لبيانات Moneyfacts.

وقال آرون سترات، من شركة Trinity Financial للوساطة المالية: “المقترضون كانوا يبحثون عن معدلات فائدة أفضل، والآن بدأنا نرى تحسنًا في السوق. إذا كنت بصدد تجديد رهنك العقاري، فمن الجيد مراجعة خياراتك لاستبدال العرض الحالي بمعدل أفضل.”

تأثير خفض الفائدة على أصحاب الرهن العقاري

رغم انخفاض الفائدة، فإن أكثر من 80% من المقترضين لديهم قروض بفائدة ثابتة، مما يعني أن التغييرات الجديدة لن تؤثر عليهم حتى انتهاء عقودهم الحالية، والتي تمتد عادة لمدة عامين أو خمسة أعوام.

وتشير التقديرات إلى أن نحو 800 ألف عقد رهن عقاري، بفائدة 3% أو أقل، ستنتهي صلاحيتها سنوياً حتى عام 2027، مما يعني أن العديد من أصحاب العقارات قد يواجهون ارتفاعًا في أقساطهم الشهرية عند تجديد العقود. ومع ذلك، فإن الانخفاض المتوقع في معدلات الفائدة قد يساعد في تقليل هذا العبء.

وأكد محافظ بنك إنجلترا، أندرو بيلي، أن لجنة السياسة النقدية تتوقع إمكانية خفض أسعار الفائدة مجددًا، لكنها ستتخذ قراراتها بشكل تدريجي، وفقًا لتقييم كل اجتماع على حدة، لتحديد مدى التخفيضات وسرعتها.

بينما قد تؤدي هذه التخفيضات إلى تقليل العوائد التي يحصل عليها المودعون، فإنها توفر فرصًا أفضل للمقترضين عبر خفض تكاليف القروض والرهون العقارية. ومن المقرر أن يعلن البنك قراره القادم بشأن أسعار الفائدة في 20 مارس.

وتشير التوقعات إلى استمرار انخفاض معدلات الفائدة خلال العام، خاصة مع تراجع معدلات المبادلة (Swap Rates)، التي تؤثر مباشرة على أسعار الفائدة الجديدة للرهون العقارية الثابتة. ومع اتجاه البنوك الكبرى مثل باركليز وسانتاندير لخفض الفائدة، من المحتمل أن تحذو بنوك أخرى حذوها قريبًا.

وأكدت راشيل سبرينغول، من خدمة Moneyfacts المالية: “كان من المتوقع أن تعود معدلات الرهن العقاري إلى ما دون 4%. هذه خطوة إيجابية للسوق، وعندما يقوم بنك كبير بمثل هذه الخطوة، فإنه غالبًا ما يدفع منافسيه لاتخاذ إجراءات مماثلة.”

إذا استمر انخفاض أسعار الفائدة لفترة طويلة، فقد يرتفع الطلب على شراء المنازل، إذ ستصبح تكاليف التمويل أكثر تنافسية وجاذبية للمشترين.

ووفقًا لتقرير صادر عن المؤسسة الملكية للمساحين القانونيين (RICS)، فمن المتوقع أن يشهد سوق الإسكان انتعاشًا في الأشهر المقبلة، بعد بداية ضعيفة لهذا العام.

ورغم أن العروض الجديدة بمعدلات فائدة أقل من 4% تبدو مغرية، إلا أن بعض الشروط قد تجعلها غير متاحة للجميع. فإلى جانب شرط وديعة 40%، قد تتضمن هذه العروض رسومًا مرتفعة، مما يتطلب دراسة دقيقة للتكاليف الإجمالية قبل اتخاذ القرار.


 

 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 

 

التالي ترامب يفرض رسومًا جمركية تهدد صناعة الصلب البريطانية