عرب لندن
حلقت طائرتان استطلاع تابعتان لسلاح الجو الملكي البريطاني فوق شرق البحر الأبيض المتوسط أثناء وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، مما أثار تساؤلات حول تبادل المعلومات الاستخباراتية بين المملكة المتحدة وإسرائيل.
وبحسب موقع “ديكلاسيفايد” Declassified ، أرسل سلاح الجو الملكي البريطاني طائرتين استطلاع إلى غزة منذ بدء وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، وذلك خلال عملية تبادل الرهائن. وقد لفت هذا التصرف الأنظار، خاصة أن وزارة الخارجية البريطانية تؤكد أن مهمتها "تقتصر على تحديد مكان الرهائن"، ما يثير تساؤلات حول سبب استمرار الرحلات الجوية في وقت توقف فيه الأعمال العدائية.
ووفقًا للموقع، غادرت أول رحلة تجسس من قاعدة أكروتيري الجوية البريطانية في قبرص الساعة 15:32 وعادت الساعة 20:59 بالتوقيت المحلي يوم 19 يناير، وهو اليوم الذي دخل فيه وقف إطلاق النار حيز التنفيذ. خلال هذه الرحلة، أوقفت الطائرة أجهزة الإرسال والاستقبال الخاصة بها فوق شرق البحر الأبيض المتوسط، ما أثار مزيدًا من التكهنات حول الغرض من هذه الرحلة، خاصةً في وقت كانت حماس تطلق سراح الرهينة البريطانية المتبقية، إميلي داماري.
وقد أثيرت تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الرحلات قد انتهكت روح اتفاق وقف إطلاق النار الذي ينص على أن "جميع عمليات الطيران العسكرية والاستطلاعية" يجب أن تتوقف في غزة لمدة 10 ساعات يوميًا و12 ساعة خلال تبادل الأسرى. ورغم أن المملكة المتحدة لم تكن من الدول الموقعة على هذا الاتفاق، إلا أن حماس صرحت بأن رحلات التجسس البريطانية تجعل لندن "متواطئة مع الاحتلال الصهيوني".
وأشار زكي صراف، ضابط قانوني في المركز الدولي للعدالة للفلسطينيين، إلى أن الحكومة البريطانية أكدت منذ شهور أن طائرات سلاح الجو الملكي البريطاني تحلق حول غزة "فقط لتحديد مكان الرهائن". وقال: "لماذا لا تزال هذه الرحلات مستمرة الآن بعد توقف الأعمال العدائية؟"
ومن جهة أخرى، قد يثير هذا الأمر الشكوك حول استخدام إسرائيل للمعلومات الاستخباراتية المجمعة من طائرات المراقبة البريطانية في عمليات عسكرية مستقبلية ضد غزة. فعلى سبيل المثال، يمكن للطائرات جمع بيانات لعمليات "اكتساب الهدف"، وربما تم استخدامها في مهام سابقة تحت التعذيب، كما حدث خلال عملية "إنقاذ الرهائن" التي أسفرت عن مقتل 274 فلسطينيًا في مخيم النصيرات للاجئين.
وفي هذا السياق، رفضت وزارة الدفاع البريطانية التعليق على ما إذا كانت لقطات المراقبة التي جمعتها طائرات سلاح الجو الملكي قد تم استخدامها في العملية العسكرية الإسرائيلية.