عرب لندن 

صادف قبل أيام الذكرى الخامسة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وتزايدت الانتقادات مع مرور الوقت حول تأثير هذا القرار على الحياة اليومية للبريطانيين. وفقًا لاستطلاع أجرته شركة "يوغوف"، يعتقد أكثر من نصف البريطانيين أن التصويت للخروج كان خطأ. حيث أيد 55% من المشاركين العودة إلى الاتحاد الأوروبي، في حين اعتبر نفس العدد أن الخروج كان قرارًا غير صائب. وكان 52% من البريطانيين قد صوتوا لصالح مغادرة الاتحاد في 2016، بينما صوت 48% للبقاء.
 

1. طوابير طويلة في المطارات والموانئ:

منذ "بريكست"، أصبح المسافرون البريطانيون يواجهون مشاكل جديدة عند السفر إلى دول الاتحاد الأوروبي، مثل ضرورة ختم جوازات السفر عند الدخول والخروج. هذه الإجراءات أدت إلى حدوث تأخيرات طويلة في المطارات والموانئ. وفي 2025، يخطط الاتحاد الأوروبي لإدخال قوانين جديدة، مثل نظام "ETIAS" الذي سيتطلب من الزوار البريطانيين التسجيل ودفع رسوم تصل إلى 7 يوروهات (حوالي 5.80 جنيه إسترليني). كما سيتم استبدال جوازات السفر بتقنيات المسح البيومتري في إطار نظام "EES"، مما قد يؤدي إلى تأخيرات تصل إلى 14 ساعة في بعض المنافذ الحدودية.
 

2. ارتفاع أسعار المواد الغذائية

تسبب "بريكست" في ارتفاع أسعار المواد الغذائية في بريطانيا، مما أضاف أعباء مالية على الأسر البريطانية. وكانت المنتجات المستوردة من الاتحاد الأوروبي، مثل اللحوم والأجبان، الأكثر تأثراً بسبب الحواجز التجارية الجديدة. ووفقًا لتقرير من "مدرسة لندن للاقتصاد"، ارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة 25% تقريبًا بين ديسمبر 2019 ومارس 2023، مما كلف الأسر البريطانية حوالي 250 جنيهًا إسترلينيًا إضافيًا في تلك الفترة.

3. إغلاق الأعمال الصغيرة

تسبب "بريكست" في زيادة صعوبة تصدير المنتجات من بريطانيا إلى الاتحاد الأوروبي، وهو ما أثر سلبًا على الأعمال الصغيرة. وفقًا لاتحاد الأعمال الصغيرة، أدت زيادة التكاليف وتعقيد الإجراءات البيروقراطية إلى إغلاق العديد من الشركات الصغيرة. كما أظهرت دراسة من "مدرسة لندن للاقتصاد" أن 14% من الشركات التي كانت تصدر إلى الاتحاد الأوروبي توقفت عن ذلك بعد تطبيق اتفاقية التجارة والتعاون في يناير 2021.

4. صعوبة العمل أو الدراسة في الاتحاد الأوروبي

قبل "بريكست"، كان البريطانيون يتمتعون بحق العمل والدراسة في دول الاتحاد الأوروبي دون الحاجة إلى تأشيرات. ومع انتهاء الفترة الانتقالية في 31 ديسمبر 2020، فقد البريطانيون حق التنقل بحرية داخل دول الاتحاد الأوروبي. حاليًا، يمكن للبريطانيين البقاء في منطقة الشنغن لمدة 90 يومًا فقط في أي فترة 180 يومًا. ومن المتوقع أن تزداد تعقيدات السفر مع تطبيق أنظمة جديدة لدخول الاتحاد الأوروبي في 2025.

5. تأثيرات سلبية على الصناعات الفنية

واجهت صناعة الفنون في بريطانيا صعوبات بعد "بريكست"، خاصة بالنسبة للموسيقيين والفنانين البريطانيين. فقد أظهرت دراسة من مجموعة "أفضل لبريطانيا" أن عدد الموسيقيين البريطانيين الذين تم جدولة عروضهم في الاتحاد الأوروبي خلال صيف 2023 انخفض بنسبة 32% مقارنة بالفترة بين 2017 و2019.
 

6. تدهور في وظائف هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS)

تأثر قطاع الصحة في بريطانيا، بما في ذلك هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS)، بشكل ملحوظ بعد "بريكست". على الرغم من وعود حملة "بريكست" في 2016 بتحقيق مكاسب للنظام الصحي البريطاني، أظهرت الدراسات أن "بريكست" زاد من التحديات التي يواجهها القطاع، مثل انخفاض عدد الأطباء العاملين في بريطانيا وصعوبة تجنيد موظفين من دول الاتحاد الأوروبي.

ورغم هذه التحديات، لا يزال حزب "المحافظين" وحزب "إصلاح المملكة المتحدة" يحتفلان بمرور خمس سنوات على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. من جهتها، قالت وزيرة الخارجية في حكومة الظل، بريتي باتيل، إن "اليوم يمثل ذكرى الوفاء بإرادة الشعب البريطاني وتحقيق "بريكست"، مؤكدة أن بريطانيا قد حققت منافع تجارية جديدة مع أسواق سريعة النمو في جميع أنحاء العالم. في المقابل، وصف زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي، إد ديفي، صفقة "بريكست" بأنها "كارثة كاملة" للبلاد.


  


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 

السابق إبلاغ عائلات الضحايا بهدم برج غرينفيل الذي شهد وفاة اثنين وسبعين شخصًا
التالي 3% فقط من المشاريع السكنية الجديدة في لندن مؤهلة لذوي الاحتياجات الخاصة