بريستول قد تصبح أول مدينة إنجليزية تُجمع فيها النفايات المنزلية كل أربعة أسابيع
عرب لندن
أفادت معلومات بأن مجلس مدينة بريستول قد يصبح أول سلطة محلية في إنجلترا تجمع صناديق القمامة السوداء مرة واحدة كل أربعة أسابيع بدلًا من كل أسبوعين، في خطوة تهدف إلى توفير أكثر من 2 مليون جنيه إسترليني سنويًا وزيادة معدلات إعادة التدوير.
وأكد المجلس، الذي يقوده حزب الخضر، أن تقليل عدد مرات جمع القمامة سيقلل من النفايات غير القابلة لإعادة التدوير وسيساهم في تقليل البصمة الكربونية للمدينة.
لكن الخطة أثارت جدلًا بين بعض السكان والمعارضين السياسيين، حيث وقع ما يقرب من 2000 شخص على عريضة لحزب العمال تعارض الفكرة، محذرين من أنها قد تؤدي إلى زيادة النفايات المتراكمة والتخلص غير القانوني منها.
مع ذلك، يصر المجلس على أن الأدلة لا تشير إلى ارتفاع معدلات التخلص غير القانوني من النفايات في المناطق التي انتقلت إلى الجمع كل ثلاثة أسابيع، مؤكدًا امتلاكه لسلطات لملاحقة المخالفين.
و بدأ المجلس يوم الاثنين استشارة عامة مدتها ستة أسابيع لاستطلاع آراء السكان حول ما إذا كان ينبغي الحفاظ على النظام الحالي أم الانتقال إلى الجمع كل ثلاثة أو أربعة أسابيع، مع اتخاذ القرار النهائي بحلول الربيع.
ويبلغ عدد سكان بريستول حوالي 483 ألف نسمة ضمن أكثر من 191 ألف أسرة.
وبحسب "الغارديان"، يولد كل فرد ما يصل إلى 400 كجم من النفايات المنزلية سنويًا.
وعلى الرغم من أن المدينة لديها واحدة من أفضل معدلات إعادة التدوير في المملكة المتحدة (45% خلال العامين الماضيين)، إلا أن هذه النسبة بدأت في التراجع، مما دفع المجلس إلى البحث عن حلول جديدة.
وصرّح مارتن فودور، رئيس لجنة البيئة والاستدامة في المجلس، قائلًا: "أي نفايات تُرمى في الصناديق السوداء يتم حرقها أو إرسالها إلى مكب النفايات، وكلا الخيارين يسببان مشكلات بيئية وتكلفة مالية كبيرة. فحرق النفايات أو تركها تتحلل في المكبات يؤدي إلى إطلاق الكربون ومواد ضارة أخرى في الغلاف الجوي، مما يلوث الهواء ويساهم في تغير المناخ."
وأضاف أن اللوائح الحكومية الجديدة والتكاليف المتزايدة للتخلص من النفايات تعني أن الاستمرار في النظام الحالي سيصبح أكثر تكلفة.
وتشير التقديرات إلى أن فرض رسوم إضافية على حرق النفايات أو إرسالها إلى مكبات النفايات قد يضيف أكثر من 8 ملايين جنيه إسترليني سنويًا إلى ميزانية إدارة النفايات في المدينة، ماا لم يتم اتخاذ إجراءات بديلة.
ووفقًا للمجلس، فإن 25% من النفايات التي يتم جمعها حاليًا في الصناديق السوداء هي نفايات طعام يمكن إعادة تدويرها، في حين أن 25% أخرى تشمل الورق والزجاج والبلاستيك والعلب والمنسوجات والأجهزة الكهربائية الصغيرة، والتي يمكن إعادة تدويرها أيضًا.
وأكد فودور أن تقليل عدد مرات الجمع سيحفّز السكان على إعادة التدوير، قائلًا: "نعتقد أن تقليل جمع نفايات صنادق القمامة السوداء إلى مرة كل ثلاثة أو أربعة أسابيع سيزيد من معدلات إعادة التدوير، ويخفض التكاليف، ويقلل بشكل كبير من انبعاثات الكربون."
ومع ذلك، يعترف المجلس بأن تقليل عدد مرات الجمع قد يتطلب توفير حلول جديدة مثل تعزيز استخدام أكياس إعادة التدوير أو تخصيص صناديق جديدة لكل منزل.
كما أنه يدرس إمكانية تقديم صناديق أكبر للأسر الكبيرة أو خدمات جمع إضافية لمن يحتاجون إلى التخلص من المنتجات الصحية مثل الحفاضات.
على الجانب الآخر، أعرب توم رينهارد، زعيم حزب العمال في مجلس المدينة، عن قلقه من أن النظام الحالي للخدمات بحاجة إلى تحسين قبل التفكير في تقليل عدد مرات الجمع، قائلًا: “قبل النظر في الانتقال إلى الجمع كل ثلاثة أو أربعة أسابيع، يجب التأكد من أن الخدمة الحالية تعمل كما ينبغي.”