عرب لندن

كشف تقرير مسرّب، كُلّف بإعداده من قبل وزيرة الداخلية إيفيت كوبر عقب أحداث الشغب الصيف الماضي، أن القومية الهندوسية وكراهية النساء و"المجال الذكوري" تُعتبر أرضية خصبة للتطرف في المملكة المتحدة، وفقًا لما أوردته صحيفة “الغارديان” The Guardian.

ورفض التقرير السرديات المتعلقة بـ"الشرطة ذات المستويين"، واصفًا إياها بأنها "أفكار متطرفة من اليمين"، ودعا إلى اتباع نهج قائم على السلوكيات بدلاً من التركيز فقط على الأيديولوجيات. كما أوصى بتبنّي استراتيجيات أكثر شمولًا لمحاربة التطرف، بعيدًا عن التحيز الأيديولوجي.

كما وتطرّق التقرير إلى التطرف القومي الهندوسي والهندوتفا، مُعرفًا القومية الهندوسية كأيديولوجية تسعى إلى هيمنة الهندوس وتحويل الهند إلى دولة دينية عرقية، بينما اعتبر الهندوتفا حركة سياسية تدعو إلى إنشاء "راسترا هندوسية" متجانسة. كما أشار إلى أن التوترات بين المجتمعات الهندوسية والمسلمة لا تزال واضحة، حيث لعبت المعلومات المضللة دورًا في إشعال الأحداث، مثل اضطرابات ليستر في عام 2022.

ومن جهة أخرى، ألقى التقرير الضوء على ثقافة "المجال الذكوري" (Manosphere) على الإنترنت، والتي تحتوي على محتوى يروّج لكراهية النساء ويرتبط أحيانًا بمجازات اليمين المتطرف. وأوضح أن سرديات هذا المجال تتقاطع مع أيديولوجيات اليمين المتطرف، وخاصة في موضوعات مثل العولمة والتعددية الثقافية.

وأشار التقرير أيضًا أن خطاب اليمين المتطرف حول الهجرة والشرطة بدأ يتسرب إلى النقاشات السائدة، حيث أشار إلى مزاعم "الشرطة ذات المستويين" كمثال على ذلك. ودعا إلى التركيز على السلوكيات المثيرة للقلق بدلاً من الأيديولوجيات في مكافحة التطرف.

ومن بين التوصيات البارزة في التقرير، إنشاء وحدة تحقيقات وطنية متخصصة للتعامل مع حالات الاحتجاج والتطرف، بالإضافة إلى مركز وطني رقمي لمراقبة الاحتجاجات. كما دعا إلى مراجعة السياسات المتعلقة بتسجيل "حوادث الكراهية غير الإجرامية"، معتبرًا إياها مضيعة لوقت الشرطة وتهديدًا لحرية التعبير.

ويأتي التقرير في وقت تتعرض فيه الحكومة لضغوط متزايدة بسبب تعاملها مع قضايا التطرف، حيث دعا رئيس الوزراء كير ستارمر مؤخرًا إلى توسيع تعريف التطرف ليشمل أي أعمال عنف شديدة. ورغم الانتقادات التي وُجهت إلى ستارمر بسبب هذا الاقتراح، فإن التقرير يشدد على أهمية تحديد أولويات الحكومة لضمان التركيز على التهديدات الأكثر خطورة على الأمن القومي.

السابق مخرج فلسطيني يكشف استغلال إسرائيل للأرشيف الفلسطيني لتزييف الحقائق
التالي أمازون تطلب إذنًا لإطلاق خدمة توصيل بالطائرات المسيّرة في شمال شرق إنجلترا!