عرب لندن
في تحول مثير للأوضاع في المملكة المتحدة، كشفت تقارير حصرية عن لجوء أسر أوكرانية يائسة إلى طرق غير قانونية و"مستشارين مارقين" لإحضار أطفالهم إلى بريطانيا بعد أن تسببت التغييرات في مخطط "منازل لأوكرانيا" في عرقلة لم شمل الأسر، بحسب ما ذكره موقع صحيفة “الاندبندت” Independent.
وأُبلغ الوزراء بالحالة المتدهورة التي تواجهها الأسر الأوكرانية نتيجة التعديلات "الكارثية" في فبراير الماضي على النظام الذي كان يسمح بلم شمل الأطفال مع ذويهم.
وفي رسالة إلى وزير الداخلية، أصدرت مؤسسة خيرية تدعم اللاجئين الأوكرانيين تحذيرًا من أن هذا الوضع "الحتمي" قد أجبر العديد من الأسر على التوجه إلى طرق غير قانونية لإحضار أطفالهم، مما يعرضهم لخطر الاستغلال من المجرمين والمتاجرين بالبشر.
وقالت إحدى الأمهات الأوكرانيات في حديث حصري لـ "ذا إندبندنت" Independent إنها لم تجد خيارًا سوى إحضار أطفالها بشكل غير قانوني بعد مرض جدهم الذي كان يعيلهم، داعية الحكومة إلى تعديل المسار بما يضمن لم شمل الأسر بطريقة آمنة.
وأعرب عضو حزب العمال ألف دوبس، الذي هرب من النازيين في سن مبكرة، عن دعمه لهذا الطلب، قائلاً إن "الحق الأساسي يجب أن يكون للأبناء الانضمام إلى والديهم حيثما كانوا". كما أضاف اللورد دوبس أن الوضع الحالي يتناقض مع التزام الحكومة بتقديم الدعم للأوكرانيين.
ومن جهتها، أكدت وزارة الداخلية أنها على دراية بالمشاكل الناتجة عن التغييرات التي أجريت في فبراير وأنها بصدد اتخاذ خطوات عاجلة لحلها. إلا أن التعديلات الأخيرة كانت قد قيدت حق اللاجئين الأوكرانيين في رعاية أفراد أسرهم، مما حرم العديد من الآباء من جلب أطفالهم إلى المملكة المتحدة.
ووفقًا لمؤسسة "سيتلد" الخيرية، هناك تزايد ملحوظ في حالات الآباء الذين يلجأون إلى مستشارين غير قانونيين للحصول على مشورة تؤدي إلى إدخال الأطفال عبر الحدود إلى بريطانيا عبر أيرلندا، في مسعى يائس للحصول على تأشيرات لهم. وبعد وصول الأطفال إلى المملكة المتحدة، يجدون أنفسهم في وضع قانوني غير واضح، مع تأخيرات طويلة في الإجراءات، مما يعرضهم لمخاطر اجتماعية وحقوقية خطيرة.
وتروي ناتاليا، إحدى الأمهات الأوكرانيات، في حديث لـ "ذا إندبندنت"، كيف اضطرّت لدفع مبلغ كبير لمستشار احتيالي لمساعدتها في جلب أطفالها بعد التغيير المفاجئ للقواعد. ورغم أن ناتاليا أعربت عن شعورها بالارتياح لوجود أطفالها في المملكة المتحدة، إلا أنها لا تزال تعيش في حالة من القلق المستمر بسبب عدم وضوح وضعهم القانوني، إذ تخشى من أي اتصال رسمي قد يؤدي إلى ترحيلهم.
وفي الختام، فإن العديد من الأمهات مثل ناتاليا يطالبن بتعديل السياسات الحكومية لتوفير طرق قانونية وآمنة لإعادة توحيد الأسر الأوكرانية التي كانت تفرّ من الصراع. كما دعوا إلى تيسير الإجراءات للآباء الذين لديهم سكن وعمل لضمان منح أطفالهم تأشيرات مشابهة لتلك التي يحصل عليها الآباء، لتفادي المزيد من معاناتهم في فترة مليئة بالتحديات.