عرب لندن 

يتعرض رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، لضغوط متزايدة لتقوية العلاقات الاقتصادية مع الاتحاد الأوروبي بعد خمس سنوات من خروج بريطانيا، حيث أظهر استطلاع حديث أن الناخبين في المملكة المتحدة يفضلون بشكل واضح إعطاء الأولوية للتجارة مع الاتحاد الأوروبي بدلاً من التركيز على العلاقات التجارية مع الولايات المتحدة.

وحسب ما ذكرته صحيفة الغارديان "The Guardian" أظهر استطلاع أجرته شركة YouGov لصالح مؤسسة Best for Britain، شمل حوالي 15 ألف شخص. 

وأظهر أن الغالبية في جميع الدوائر الانتخابية في إنجلترا، اسكتلندا، وويلز يدعمون تقوية الروابط مع الاتحاد الأوروبي بدلاً من زيادة التجارة عبر الأطلسي مع الولايات المتحدة. وتستخدم استطلاعات MRP عينات كبيرة من البيانات لتقدير الآراء على المستوى المحلي.

ويرى الكثيرون حتى في دائرة نايجل فاراج في كلاتون، أن بريطانيا ستكون أكثر استفادة من تعزيز التجارة مع جيرانها الأوروبيين بدلاً من التجارة مع الولايات المتحدة تحت قيادة حليف فاراج، دونالد ترامب.

وتتزامن هذه النتائج مع تصريحات وزيرة المالية، راتشيل ريفز، التي أكدت في حديثها لصحيفة "الأسوبيرفر" أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ألحق أضرارًا بالاقتصاد البريطاني، وأنها تسعى لاستعادة جزء من الناتج المحلي الإجمالي الضائع عن طريق تقليل العوائق التجارية أمام الشركات الصغيرة في المملكة المتحدة.

وقالت ريفز في تصريح واضح حول تأثير بريكست: “نحن واضحون أن الخروج من الاتحاد الأوروبي قد أضر بالموقف المالي لبريطانيا.”

وأشارت ريفز أيضًا إلى أنها ناقشت مع وزراء المالية الأوروبيين في منتدى دافوس الأسبوع الماضي سبل تحسين التجارة مع الاتحاد الأوروبي، وعبّرت عن دعمها لفكرة قدمها ماروش شيفكوفيتش، مفوض التجارة في الاتحاد الأوروبي، حول انضمام المملكة المتحدة إلى اتفاقية "بان-يوروميديتيرانيان" (PEM)، التي تهدف إلى تبسيط قواعد التجارة بين الدول.

أكدت وزيرة المالية، راتشيل ريفز، أنه “لم يكن من الممكن طرح هذه الأفكار قبل عامين، لأن الحكومة البريطانية كانت غير مهتمة. لكن الآن، يُعرض علينا خيارات جديدة، مما يظهر أن هناك صفقة أفضل مما لدينا حاليًا.”

وفي ضوء هذه التصريحات، يبدو أن وزارة المالية هي التي تقود الجهود لتعزيز التجارة مع الاتحاد الأوروبي. وتشير نتائج استطلاع حديث إلى أن 46% من المستجيبين يرون أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يكون الأولوية في استراتيجية التجارة الحكومية، بينما أيد 21% فقط التجارة مع الولايات المتحدة.

وتتزامن هذه النتائج مع أداء دونالد ترامب اليمين رئيسًا للولايات المتحدة للمرة الثانية، حيث تعهد بفرض رسوم جمركية جديدة على الواردات. ومن المتوقع أن تشمل أي صفقة تجارية مع الولايات المتحدة استيراد منتجات غذائية مثل الدجاج المكلور واللحوم المحقونة بالهرمونات، وهي منتجات تخالف اللوائح البريطانية والأوروبية الحالية.

في هذا السياق، أشار برافول نارغوند، مرشح حزب العمال في الانتخابات السابقة، إلى أن "إذا كنا جادين في معالجة الركود الاقتصادي، فلا يمكننا تجاهل الاتحاد الأوروبي. كانت المشكلة دائمًا سياسية في جوهرها، وهناك طريق نحو علاقة أقوى مع الاتحاد الأوروبي قد يكون أكثر نجاحًا انتخابيًا، وليس العكس."

كما أكد مارلي موريس، مدير مشارك في معهد أبحاث السياسات العامة، أن "الاتحاد الأوروبي هو الشريك التجاري الأقرب والأهم للمملكة المتحدة، ويجب أن يكون الأولوية في استراتيجية التجارة الجديدة للحكومة."

وأظهرت نتائج الاستطلاع أيضًا أن الرغبة في تعزيز العلاقات التجارية مع الاتحاد الأوروبي كانت أقوى بين الناخبين الذين انتقلوا من حزب المحافظين إلى حزب العمال في الانتخابات الأخيرة، حيث بلغت نسبة التأييد 57%.

 

 

 

السابق صفقة بـ100 مليون جنيه: استحواذ إماراتي على "جود إنرجي" لتوسيع مشاريع الطاقة الخضراء
التالي ترامب يهدد بتعريفات جمركية ضخمة: بريطانيا تطالب بالإعفاء وتؤكد على قوتها التجارية