عرب لندن 

أثارت منظمة أوكسفام  "Oxfam" جدلاً واسعًا بعد نشر تقرير زعمت فيه أن بريطانيا استنزفت 52 تريليون جنيه إسترليني من الهند خلال فترة الاستعمار بين عامي 1765 و1900. ويُعتبر هذا التقرير الأول من نوعه الذي يطالب فيه أوكسفام الدول الغربية بتقديم تعويضات مالية للمستعمرات السابقة.

 وحسب ما ذكرته صحيفة التليغراف "Telegraph" حمل التقرير عنوان "الناهبون لا الصانعون: الفقر غير العادل والثروة غير المكتسبة من الاستعمار"، وزعم أن الدول الغربية يجب أن تلتزم بدفع 5 تريليونات دولار سنويًا كتعويضات عن الأضرار الاقتصادية والبيئية التي لحقت بالمستعمرات السابقة. 

كما تحدث التقرير عن "ديون مناخية"، مطالبًا الدول الغنية بتعويض الفقراء جراء تأثيرات التغير المناخي الذي تفاقم نتيجة الأنشطة الاستعمارية.

وفي إطار الحلول المقترحة، دعا التقرير إلى زيادة الضرائب على الأثرياء والشركات الكبرى لتمويل هذه التعويضات، مع التأكيد على أن هذا الإجراء يسعى لتحقيق العدالة التاريخية والحد من الفقر العالمي

واعتمدت أوكسفام على دراسة أجراها اقتصاديان هنديان، أوتسا وبرابهات باتنايك، اللذان يصفان نفسيهما بالماركسيين. وقدرت الدراسة في عام 2018 أن بريطانيا استنزفت الهند بنحو 45 تريليون دولار بين عامي 1765 و1938. وأضاف تقرير أوكسفام تقديرات جديدة ليصل الرقم الإجمالي إلى 64.82 تريليون دولار.

وواجه تقرير أوكسفام انتقادات شديدة من أكاديميين بارزين في جامعتي أكسفورد وكامبريدج، الذين اعتبروا أن منهجيته غير دقيقة. وعلق البروفيسور لورانس جولدمان، من كلية سانت بيترز في أكسفورد، قائلًا:

“من المؤسف أن تقوم منظمة مثل أوكسفام بنشر تقرير يشوه التاريخ بهذا الشكل. الاعتماد على أرقام مبالغ فيها وطرحها كحقائق تاريخية لا يعزز الثقة بمنظمة تعتمد على دعم الجمهور.”

وأضاف جولدمان: "يمكن تقديم حجة معاكسة مفادها أن الهند مدينة لبريطانيا لإنقاذها من الانضمام إلى الإمبراطورية الفرنسية أو التوسع الروسي القيصري، وهي حجج لا تقل سخافة."

من جانبه، وصف البروفيسور روبرت تومبس، زميل كلية سانت جونز في كامبريدج، المزاعم الواردة في التقرير بأنها “سخيفة لدرجة أن تضر بمصداقية التقرير بشكل كامل.”

 في ردها على هذه الانتقادات، دافعت أوكسفام عن تقريرها، حيث قال متحدث باسم المنظمة: "فهم الاستعمار وآثاره المستمرة أمر بالغ الأهمية لفهم العالم غير المتكافئ الذي نعيشه اليوم، وللعمل على إنهاء الفقر وعدم المساواة. كانت الإمبراطوريات الاستعمارية، بما في ذلك الإمبراطورية البريطانية، ضارة بشكل كبير، ولا يمكن تجاهل هذه الحقائق عند الحديث عن العدالة."

وشدد التقرير على أن التعويضات المطلوبة ليست مسألة مالية فقط، بل تهدف أيضًا إلى تحقيق العدالة التاريخية وضمان عدم تكرار الانتهاكات الاستعمارية. كما أشار إلى أهمية معالجة الفجوات الاقتصادية التي خلفتها هذه الحقبة من أجل بناء مستقبل أكثر مساواة.


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 

 

السابق بريطانيا تطلق تطبيقًا حكوميًا جديدًا يتضمن جوازات سفر رقمية ورخص قيادة للمواطنين
التالي عاصفة إيوين تهدد بريطانيا: رياح تصل إلى 90 ميلاً في الساعة تُنذر بمخاطر جسيمة