عرب لندن

شهدت فواتير الطاقة في المملكة المتحدة ارتفاعًا جديدًا مع بداية يناير، مما أعاد إلى الواجهة دعوات متزايدة لاعتماد تعريفة اجتماعية لدعم الأسر الأكثر احتياجًا. وبينما انخفضت أسعار الطاقة مقارنة بالعام الماضي، ما زال القلق يسيطر على غالبية المواطنين بشأن قدرتهم على تغطية التكاليف.

ووفقا لما ذكره موقع صحيفة "الإندبندنت" Independent، كشف استطلاع حديث أجرته شركة "ستراند بارتنرز" أن 88% من المشاركين يشعرون بالقلق ذاته أو أكثر مقارنة بالشتاء الماضي. ويأتي هذا القلق في وقت رفعت فيه هيئة "أوفجيم" سقف أسعار الطاقة بنسبة 1.2% استجابة لتقلبات أسعار الجملة، مما أدى إلى ارتفاع متوسط الفاتورة السنوية للأسرة إلى 1738 جنيهًا إسترلينيًا، بزيادة قدرها 21 جنيهًا عن السقف السابق.

وعلى الرغم من أن الفواتير الحالية لا تزال أقل من مستواها في يناير العام الماضي، الذي بلغ 1928 جنيهًا إسترلينيًا، إلا أن الظروف المناخية القاسية زادت من العبء على الأسر. فقد سجلت بريطانيا أبرد ليلة في شهر يناير منذ 15 عامًا، مع انخفاض درجات الحرارة إلى 18.9 درجة تحت الصفر في اسكتلندا، ما دفع وكالة الأمن الصحي إلى إصدار عدة تنبيهات صحية للطقس البارد.

وجددت هذه التطورات الدعوات لاعتماد تعريفة اجتماعية مخفضة للأسر ذات الدخل المحدود، وهو مقترح طالبت به مجموعات حملات لسنوات، وأكد عليه ديفيد بوتريس، الرئيس التنفيذي لشركة "أوفو إنرجي". وأوضح بوتريس في تصريحات لوكالة الأنباء "PA": "إن دعم الأسر الأكثر ضعفًا يجب أن يكون أولوية قصوى. نعمل مع الحكومة لتوفير طاقة بأسعار معقولة، وندعم بقوة تطبيق تعريفة اجتماعية لتخفيف العبء على الأسر".

ومن جانبه، أشار وزير الطاقة إد ميليباند إلى أهمية دراسة هذا المقترح بشكل جدي. وقال في تصريح أمام البرلمان يوم 15 يناير: "لدينا بدايات لتطبيق التعريفة الاجتماعية من خلال خصومات مثل برنامج المنازل الدافئة، لكن يجب أن نطورها لتصبح أكثر شمولًا".

وفي خطوة عملية لدعم الأسر، أعلنت شركة "أوفو" عن إطلاق سلسلة من الفعاليات المجتمعية، بالتعاون مع مجموعة "وارم ويلكم"، تبدأ يوم 20 يناير في عدة مدن، من بينها نيوبورت وبريستول وإنفرنيس وجلاسكو. وستقدم هذه الفعاليات نصائح عملية لتقليل استهلاك الطاقة، إلى جانب إرشادات حول الوصول إلى المنح الحكومية المتاحة.

وتأتي هذه الجهود بينما تواجه بريطانيا تحديات متزايدة في قطاع الطاقة، ما يجعل تطبيق سياسات مستدامة لدعم الأسر أمرًا لا يحتمل التأجيل.

السابق أزمة الإسكان في بريطانيا: ربع المجالس المحلية قد تضطر لبيع منازلها لسد العجز
التالي ديفيد لامي يغير موقفه ويصف ترامب بـ"الودود والمرح" مع عودته للبيت الأبيض