عرب لندن 


يكثف رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، جهوده لإبرام صفقة تجارية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي تولى منصبه اليوم الاثنين. وفي إطار هذه المساعي، شكل ستارمر لجنة وزارية برئاسة مستشار الأمن القومي، جوناثان باول، لمناقشة سبل إقناع إدارة ترامب الجديدة بعقد اتفاقية تجارية.

وحسب ما ذكرته صحيفة التليغراف "Telegraph" تتألف اللجنة الوزارية من كبار المسؤولين، منهم وزيرة الخزانة راشيل ريفز، وديفيد لامي وزير الخارجية، وجوناثان رينولدز وزير الأعمال. ومنذ تشكيل اللجنة قبل عيد الميلاد، عقدت اجتماعات متكررة لمناقشة القضايا الاقتصادية والدفاعية التي قد تسهم في تسريع الوصول إلى الصفقة.

وعلق ستارمر على هذا الملف قائلا: "منذ لقائي الأول مع الرئيس المنتخب في سبتمبر، ناقشنا ضرورة تعزيز العلاقات عبر الأطلسي. نسعى لإرساء شراكة أقوى بين بلدينا لمواجهة التحديات العالمية."

وتتابع اللجنة عن كثب ملف جزر شاغوس، الإقليم البريطاني الذي يضم قاعدة عسكرية أمريكية رئيسية. وكانت بريطانيا قد وافقت على نقل الجزر إلى موريشيوس، لكن تنفيذ الاتفاقية تأجل بناء على طلب فريق ترامب لإعادة تقييم البنود.

وتتخوف بعض الأطراف الأمريكية من أن تسليم الجزر قد يمنح الصين فرصة لتعزيز وجودها العسكري في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. في الوقت ذاته، أكدت بريطانيا سعيها للحصول على تمويل إضافي لدعم مشاريع مواجهة التغير المناخي في موريشيوس كجزء من الاتفاقية.

ومع تصاعد المخاوف من تأثير التعريفات الجمركية الأمريكية المحتملة، التي قد تكلف الاقتصاد البريطاني 2.5 مليار جنيه إسترليني سنويا إذا بلغت 20%، تسعى وزيرة الخزانة راشيل ريفز لعقد لقاءات مع حلفاء الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس. وفي هذا السياق، صرح نائبها دارين جونز: “هناك فرص واعدة لتعميق العلاقات التجارية، خاصة في مجالات التكنولوجيا والعلوم والبحث العلمي.”

ويستعد ترامب فور تنصيبه لتنفيذ سلسلة من السياسات التي أثارت جدلا واسعا. وتشمل هذه السياسات فرض تعريفات جمركية جديدة على السلع المكسيكية والصينية والكندية، وإطلاق أكبر برنامج لترحيل المهاجرين في تاريخ الولايات المتحدة، بالإضافة إلى إصدار عفو عن المتهمين بأحداث اقتحام الكابيتول عام 2021.

وفي خطوة مفاجئة، أعلن ترامب يوم الأحد عن تجميد الحظر المفروض على تطبيق تيك توك، مع نيته تمديد المهلة الزمنية لإجراء مفاوضات مع الشركة المالكة للتطبيق، مشيرا إلى أن هذا القرار يهدف إلى حماية الأمن القومي الأمريكي.

 في سياق الاستعداد للمرحلة المقبلة، أثار تعيين اللورد ماندلستون سفيرا لبريطانيا في واشنطن موجة من الجدل. وبينما وصفه دارين جونز بأنه "دبلوماسي بارع"، أعربت مصادر مقربة من ترامب عن قلقها إزاء مواقفه السابقة التي وصفت بأنها "موالية للصين."

ورغم هذه التحديات، تأمل الحكومة البريطانية في استغلال علاقة ترامب القوية مع بريطانيا لتعزيز التحالف التاريخي بين البلدين وتحقيق مكاسب اقتصادية مشتركة، خاصة في ظل الظروف العالمية المتغيرة.


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 

السابق كوربين وماكدونيل يخضعان للتحقيق بعد مشاركتهما في مسيرة مؤيدة لفلسطين في لندن
التالي موجز أخبار بريطانيا من منصة عرب لندن / الاثنين: 20 يناير/ كانون الثاني 2025