رئيس الوزراء العراقي في زيارة تاريخية إلى لندن لتعزيز التعاون الاقتصادي والأمني

عرب لندن

يواصل رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني زيارته إلى العاصمة لندن، التي بدأت يوم الاثنين وتستمر لمدة ثلاثة أيام، بهدف تعزيز العلاقات الثنائية مع المملكة المتحدة في مجالات الاقتصاد والأمن ومكافحة الهجرة غير النظامية.

أفادت الحكومة البريطانية عبر موقعها الرسمي gov.uk أنه خلال لقائه مع الملك تشارلز الثالث اليوم في قصر باكنغهام بلندن، شدد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني على عزم العراق تعزيز العلاقات البناءة مع المملكة المتحدة في مختلف المجالات، بما يعزز المصالح المتبادلة والمستدامة للشعبين العراقي والبريطاني.

ورحب الملك تشارلز الثالث بالزيارة، مشيراً إلى "عمق العلاقة التاريخية بين العراق وبريطانيا، والأهمية التي توليها حكومتا البلدين لتطوير المصالح المشتركة والتفاهمات على مختلف الأصعدة".

ووفقاً لبيان صادر عن الحكومة العراقية، تناول اللقاء سبل تعزيز التعاون الثنائي بين العراق والمملكة المتحدة، وبحث إقامة شراكة مثمرة في مختلف المجالات الاقتصادية والتنموية، بالإضافة إلى مناقشة الجهود المشتركة لمواجهة تحديات التغير المناخي وتعزيز التعاون الثقافي.

ومن المقرر أن يلتقي السوداني خلال زيارته نظيره البريطاني كير ستارمر، إلى جانب ممثلين عن شركات بريطانية كبرى، بما في ذلك شركة النفط العملاقة "بي بي". وتشهد الزيارة الإعلان عن "اتفاقية شراكة إستراتيجية" بين البلدين، وفقاً لبيان مكتب السوداني.

وتشمل الاتفاقيات المعلنة خلال الزيارة مشاريع تجارية بقيمة 12.3 مليار جنيه إسترليني (أكثر من 14.6 مليار دولار)، مما يعزز حجم التبادل التجاري بين البلدين بشكل ملحوظ.

كما تتضمن الزيارة مناقشات حول اتفاقية جديدة تخص عودة المهاجرين غير النظاميين إلى العراق، وذلك في إطار دعم مكافحة الهجرة غير النظامية وتعزيز أمن الحدود البريطانية. وأفاد بيان الحكومة البريطانية أن الاتفاقية تهدف إلى ترحيل الأشخاص الذين لا يحق لهم الإقامة في المملكة المتحدة بشكل سريع.

علاوة على ذلك، ستقوم المملكة المتحدة بتزويد العراق بمعدات بقيمة 66.5 مليون جنيه إسترليني (أكثر من 80.8 مليون دولار)، بهدف تعزيز الحدود العراقية ومكافحة عصابات تهريب البشر.

وعلى الصعيد الأمني، تشهد الزيارة توقيع اتفاق أمني بين البلدين يتزامن مع التحضيرات لانسحاب تدريجي لقوات التحالف الدولي من العراق، والمقرر أن يبدأ في سبتمبر/أيلول 2025، مما يفتح المجال أمام تعزيز التعاون الأمني الثنائي بعد انتهاء مهمة التحالف.

وفي تصريحات صحفية أدلى بها السوداني مساء الاثنين، أكد أن "هناك بياناً مشتركاً حول التعاون الأمني بين العراق والمملكة المتحدة، خصوصاً بعد الاتفاق على إنهاء مهمة التحالف الدولي في العراق وفق ما أعلن سابقاً". وأضاف أن العراق يخطط لتعزيز شراكاته الأمنية بشكل ثنائي مع الدول الأعضاء في التحالف بعد انسحاب القوات.

أما على الجانب الاقتصادي، فتُركز الزيارة على تعزيز التعاون بين البلدين في هذا المجال. وأوضح السوداني أن "اتفاقيات مهمة مع شركات بريطانية ستعلن خلال الزيارة"، مشيراً إلى أن الوفد العراقي يضم رجال أعمال يسعون إلى إقامة شراكات مع القطاع الخاص البريطاني.

وفي السياق ذاته، وصف ستارمر الزيارة بأنها "بداية لعصر جديد في التعاون بين المملكة المتحدة والعراق، من شأنه أن يحقق منافع متبادلة في مجالات التجارة والدفاع".

وتأتي هذه الاتفاقيات ضمن جهود العراق لتعزيز اقتصاده وجذب الاستثمارات الأجنبية لدعم مشروعات إعادة الإعمار والبنية التحتية التي تضررت بفعل الحروب المتتالية.