عرب لندن

في تصريحات مثيرة للجدل، زعمت رئيسة الوزراء البريطانية السابقة، ليز تروس، أن "الإسلاموية" قد أثرت بشكل كبير على موقف حزب العمال البريطاني من قضايا الاعتداءات الجنسية، مشيرة إلى ارتباطها المزعوم بـ"فشل" الحزب في معالجة قضايا عصابات الاستغلال الجنسي.

وجاء في تقرير لموقع "ميدل إيست آي" Middle East Eye أن تصريحات تراس تأتي وسط الجدال الذي أحدثه الملياردير الأمريكي ومستشار الرئيس المنتخب دونالد ترامب، إيلون ماسك، حول عصابات الاستغلال الجنسي قبل أكثر من عقد. 

وفي مقابلة مع "ذي بيتر كورماك شو"، أكدت تراس: "نعرف أن هناك أيديولوجية إسلاموية أصبحت قوية في السياسة البريطانية"، مشيرة إلى ما وصفته بـ"عصابات الاستغلال الجنسي" التي شغلت النقاش السياسي في الأسابيع الماضية. وأضافت تراس: "لقد شاهدنا انتخاب أربعة نواب إسلاميين".

وأشارت إلى أن الشرطة فشلت في إدانة الجناة بسبب ما أسمته "الكياسة السياسية"، لافتة إلى أن بعض أعضاء المجالس المحلية قد "تستروا على الجرائم".

وتأتي هذه التصريحات في وقت تتصاعد فيه القضايا المتعلقة بالإساءات الجنسية من قبل بريطانيين من أصول آسيوية ومسلمين، خاصة من أصول باكستانية. وقد جرى الحديث عن هذه القضية في إطار "عصابات الاستغلال الجنسي"، رغم أن هؤلاء الأشخاص يمثلون نسبة ضئيلة من الحالات. ويُتهم الإعلام والسياسيون مثل تراس بمبالغة في تصوير هذه القضية لتحقيق أهداف سياسية، ما أدى إلى مضاعفة معاناة الأبرياء من المسلمين.

وفي المقابل، رفض النائب المستقل شوكت آدم تصريحات تراس، مؤكدًا أن هذه الخطابات الانقسامية لا تعكس هوية المجتمع البريطاني. وأشار إلى ضرورة استخدام لغة دقيقة في هذا السياق السياسي الحساس.

كما تم انتخاب أربعة نواب مستقلين في انتخابات يوليو 2024، الذين تبنوا مواقف داعمة لفلسطين. ورغم ذلك، لم يصف أي منهم نفسه بالإسلاموي. وكان من بينهم النائب شوكت آدم، إضافة إلى عدنان حسين وآيوب خان وإقبال محمد، وجميعهم أعضاء في تحالف النواب المستقلين.

وفي وقت لاحق، انتقدت تراس أعضاء حزب العمال لعدم رغبتهم في خسارة الأصوات من الجالية المسلمة، ما أدى إلى حالة من "الإهمال المتعمد" تجاه بعض القضايا المهمة في السياسة البريطانية، حسب قولها.

وبالإضافة إلى تلك التصريحات، زعمت تراس أن الإسلاموية مرتبطة "بتطرف تغير المناخ"، مستدلة على تحول الناشطة غريتا ثونبرغ من مدافعة عن قضايا المناخ إلى منتقدة لسياسات إسرائيل. وذكرت أيضًا أن هناك أيديولوجية قد أصبحت هيمنة في الحكومة البريطانية، مشيرة إلى تقارير "بي بي سي" التي وصفتها بالتعاطف المفرط مع فلسطين.

يُذكر أن التقرير الذي نشره المحامي تريفور أسرسن في 2024، والذي اتهم "بي بي سي" بالتحيز ضد إسرائيل في تغطيتها للحرب على غزة، قد لاقى انتقادات واسعة. كما استندت تراس إلى هذا التقرير لمهاجمة رئيس حزب العمال كير ستارمر، متهمة إياه بإدلاء تصريحات "مضللة" خلال حملته الانتخابية لعام 2024.

وفي سياق آخر، كانت تراس قد أعلنت في سبتمبر 2022 عن خطة ضريبية مثيرة للجدل تسببت في أزمة مالية، ما أدى إلى استقالتها بعد أقل من أسبوعين من توليها منصب رئيسة الوزراء.

السابق رئيس الوزراء العراقي في زيارة تاريخية إلى لندن لتعزيز التعاون الاقتصادي والأمني
التالي محرر في هيئة الإذاعة البريطانية يهدد بمقاضاة أوين جونز بسبب التحيز لإسرائيل