عرب لندن

أُغلقت مدرسة "ووترسايد الابتدائية" في نوتنغهام، المصممة لتكون خالية من الكربون، قبل أن تستقبل أي تلميذ، وذلك بعد أن قررت وزارة التعليم سحب التمويل بسبب قلة عدد الطلبات المقدمة من العائلات.

وذكر موقع صحيفة “التلغراف” Telegraph أن المدرسة كانت تهدف إلى تقديم تجربة تعليمية متقدمة وصديقة للبيئة، حيث بُنيت لتستوعب 210 تلاميذ بالإضافة إلى 30 طفلاً في سن الحضانة. المشروع الذي أشرفت عليه وزارة التعليم وتم تنفيذه بالتعاون مع مؤسسة Greenwood Academies Trust، كان يُروج له كأحد أوائل المدارس في بريطانيا التي تُشيّد وفق معايير "صافي الصفر" لتقليل الانبعاثات الكربونية.

إلا أن الواقع أظهر أن المدرسة لم تحظَ بالاهتمام المطلوب من العائلات في المنطقة، لا سيما في مشروع Nottingham Waterside Trent Basin السكني الذي يضم 350 منزلاً. حيث أشار السكان إلى أن معظم من انتقلوا للسكن هناك كانوا إما مهنيين شبابًا أو أزواجًا كبار السن بدون أطفال.

ولم يتم الإفصاح عن التكلفة الإجمالية لبناء المدرسة التي تمتد على مساحة 1400 متر مربع، والتي كانت جزءًا من خطة حكومية أوسع بقيمة 3 مليارات جنيه إسترليني لإنشاء مدارس منخفضة الكربون. ومع ذلك، كشفت وثائق أن اتفاقية خدمات ما قبل البناء وحدها كلّفت أكثر من 629 ألف جنيه إسترليني.

وأعلنت شركة Reds10، المقاول الرئيسي للمشروع، في وقت سابق أنها قدمت حلولًا مبتكرة للبناء المستدام، تضمنت مضخات حرارية وألواح شمسية ومصدات رياح لتوفير تهوية طبيعية.

هذا ووصف سكان محليون المشروع بأنه "إهدار للموارد"، مؤكدين أن قلة العائلات التي لديها أطفال في المنطقة كانت واضحة منذ البداية. وقال أحد السكان: “من الواضح أن هذا المشروع لم يكن ضروريًا، وكان من المفترض أن يتم التحقق من جدواه قبل البدء فيه.”

وأوضحت الوزارة أن قرار سحب التمويل جاء بناءً على البيانات التي أظهرت فائضًا في الأماكن المدرسية في المنطقة. وقال متحدث رسمي: “هدفنا هو تخصيص الموارد حيث تكون الحاجة حقيقية. للأسف، لم يتحقق الطلب المتوقع على المدرسة في المنطقة.”

كما أعلنت مؤسسة Greenwood Academies Trust انسحابها من المشروع، لكنها أكدت أنها ستعمل على إيجاد استخدام بديل للموقع بما يخدم المجتمع المحلي. وذكرت في بيان: “نحن ملتزمون بدعم التعليم في المنطقة وسنشارك خططنا المستقبلية قريبًا.”

ورغم تصميم المدرسة لتكون نموذجًا يحتذى به في الاستدامة البيئية والتعليم الحديث، إلا أن غياب دراسة دقيقة لاحتياجات المنطقة أجهض المشروع قبل أن يرى النور. ومع ذلك، يبقى الأمل في إعادة توظيف الموقع لتحقيق فوائد حقيقية للمجتمع.

السابق حملة مقاطعة بنك باركليز: دعوات لوقف تمويله لجرائم إسرائيل ضد الفلسطينيين
التالي بريطانيا تواجه خطر الفيضانات مع ذوبان الثلوج والجليد بفعل ارتفاع درجات الحرارة