عرب لندن
قد تواجه خدمات الهجرة البريطانية، التي تعاني بالفعل من ضغوط كبيرة، تحديات كبيرة هذا الصيف عندما يدخل نظام الإعفاء من التأشيرات حيز التنفيذ للمسافرين الأوروبيين من رجال الأعمال والسياح في أبريل، حسبما حذرت إحدى الشركات القانونية الرائدة.
وأُصدرت تحذيرات جديدة بأن متطلبات إذن السفر الإلكتروني (ETA) قد تهدد قطاع السياحة بعد التقدم في عملية السلام في ايرلندا الشمالية، حيث قد يقرر السياح الأمريكيون والأوروبيون المتجهون إلى دبلن وما بعدها عدم عبور الحدود بسبب الإجراءات البيروقراطية.
ويتطلب نظام (ETA)، الذي يشبه النظام الإلكتروني لتصاريح السفر في الولايات المتحدة، من الزوار الذين لا يحتاجون إلى تأشيرة لدخول المملكة المتحدة الحصول على تصريح سفر مسبق عبر الإنترنت بتكلفة 10 جنيهات إسترلينية.
وقد تم تقديم النظام للمسافرين من دول الخليج العام الماضي، واعتبارا من الأربعاء تم توسيعه ليشمل مواطني حوالي 50 دولة ومنطقة، بما في ذلك الأرجنتين والبرازيل ونيوزيلندا واليابان وكوريا الجنوبية ودول الكاريبي.
وقال نيكولاس رولاسون، شريك في قسم الهجرة في شركة "كينغزلي نابيلي" القانونية في لندن، إن المشاكل الحقيقية قد لا تظهر حتى أبريل، عندما يتم تطبيث نظام (ETA) على المسافرين جواً أو عبر يوروستار أو العبّارات، وفقا “للغارديان”.
وأضاف: "تتوقع وزارة الداخلية أن يتقدم 30 مليون شخص للحصول على تصريح (ETA). إذا كان حتى جزء صغير من هؤلاء، على سبيل المثال 1%، يتم دفعهم إلى الانضمام لنظام التأشيرات، فسيؤدي ذلك إلى ضغوطات هائلة. أكبر مجموعات المسافرين تأتي من الولايات المتحدة وأوروبا، وهذا قد يؤدي إلى طوابير كبيرة وازدحام في نظام التأشيرات".
أضاف رولاسون، الذي يرأس أيضًا لجنة الهجرة والجنسية في جمعية المحامين الدولية، أن ذلك قد يسلط الضوء على سياسة وزارة الداخلية إذا واجهت الشركات والفنانين البارزين الذين كانوا يسافرون إلى بريطانيا لسنوات مشكلة في الحصول على تأشيرات للإقامات القصيرة.
وبموجب القواعد، يجب على أي شخص ارتكب جريمة نتج عنها حكم بالسجن لمدة 12 شهرًا أو أكثر، حتى لو تم تعليقه، التقدم للحصول على تأشيرة. يومكن أن يشمل ذلك الإدانات القديمة مثل السرقة من المتاجر أو حكم القيادة تحت تأثير الكحول قبل 30 عامًا.
قال رولاسون: "إذا كان لديك إدانة بجريمة خطيرة قبل 30 عامًا، فمن الضروري أن تكشف عنها. إنه أمر سخيف، يمكنك أن تكون قد تأهلت مجددًا ولكن إذا كنت أجنبيًا فلن تتمكن من إثبات ذلك. المملكة المتحدة تطبق القواعد الأكثر صرامة في العالم وهي غير عادلة للأشخاص الذين خضعوا للتهيل أو ربما ارتكبوا شيئًا قديما في فترة شبابهم".
وقال ممثلو قوة الحدود والخطوط الجوية وقطار"يوروتانيل": إنه لم يتم تسجيل أي دليل على وجود اضطرابات حتى الآن، على الرغم من وجود أدلة غير رسمية على وصول بعض الركاب من الولايات المتحدة إلى المطارات دون معرفة أنهم بحاجة إلى تصريح (ETA) لزيارة المملكة المتحدة.
وقد يتأثر عدد من الأحداث الرياضية البارزة في أيرلندا الشمالية، بما في ذلك بطولة "أوبن" للجولف هذا الصيف، بالإضافة إلى العديد من المعالم السياحية مثل "تجربة تايتانيك" في بلفاست، بمتطلبات (ETA) حسبما قال وزير الاقتصاد في "ستورمونت"، كونور مورفي.
وأضاف مورفي أن نظام (ETA) يعد "صفعة في الوجه" وأنه قد طرح القضية في اجتماع حديث مع وزيرة الهجرة البريطانية، سيما مالوترا.
وتم إعفاء المواطنين الأوروبيين المقيمين في جمهورية أيرلندا من هذا النظام طالما كانوا يسافرون داخل منطقة السفر المشتركة.
ويعتقد مورفي أنه يجب أن ينطبق ذلك أيضًا على السياح الذين يعبرون الحدود بشكل مسالم.
من جهتها، قالت متحدثة باسم الحكومة: إن نظام ETA سيوفر "نظام هجرة رقمي أكثر سلاسة، سيكون أسرع وأكثر أمانًا للملايين من الأشخاص الذين يمرون عبر الحدود البريطانية كل عام".
وأضافت أنه سيتم العمل بشكل وثيق مع مجموعة واسعة من الأطراف المعنية لضمان التواصل الفعال لمتطلبات (ETA) وللتخفيف من إمكانية اعتبارها عائقًا أمام السياحة عبر الحدود في أيرلندا.
يشار إلى أن تصريح السفر الإلكتروني هو نظام مخصص للمسافرين الذين يزورون المملكة المتحدة لأغراض متنوعة، مثل السياحة، حضور الاجتماعات والمؤتمرات، المشاركة في أنشطة قصيرة الأمد، أو الدراسة ضمن برامج تعليمية قصيرة.
يُسهّل نظام ETA عملية دخول المملكة المتحدة للعديد من المسافرين، مع الحفاظ على متطلبات أمنية مشددة.
ويعد هذا النظام خيارًا مناسبًا للمسافرين الذين لا يحتاجون إلى تأشيرات طويلة الأمد ويرغبون في زيارة المملكة المتحدة لفترات قصيرة.
وهذا التطور يأتي في إطار جهود الحكومة لتبسيط إجراءات الدخول وتعزيز تجربة السفر إلى المملكة المتحدة.