عرب لندن
طمأنت شركة تشغيل شبكة الغاز البريطانية "ناشيونال غاز" الجمهور بأن المملكة المتحدة لديها ما يكفي من الغاز لتلبية احتياجات الشتاء، في أعقاب تحذيرات أطلقتها شركة "سنتريكا"، المالكة لشركة "بريتيش غاز"، بشأن انخفاض مخزون الغاز إلى مستويات مثيرة للقلق.
وذكر موقع صحيفة "بي بي سي" BBC أن شركة "سنتريكا"، التي تدير أكبر منشأة لتخزين الغاز في المملكة المتحدة، صرحت بأن المخزون الحالي لا يكفي سوى لأقل من أسبوع من الطلب نتيجة الطقس البارد غير المعتاد. وأضافت الشركة أن انخفاض درجات الحرارة وزيادة الاعتماد على محطات الطاقة التي تعمل بالغاز أسهما في تراجع المخزون بشكل ملحوظ، حيث انخفضت السعة الحالية إلى حوالي 50%.
ومن جهتها، أكدت "ناشيونال غاز" أن المملكة المتحدة تعتمد على شبكة متنوعة من مصادر الغاز، بما في ذلك خطوط الأنابيب القادمة من النرويج وهولندا وبلجيكا، بالإضافة إلى شحنات الغاز الطبيعي المسال (LNG). وأشارت إلى أن مستويات التخزين في المنشآت الثمانية الرئيسية في البلاد تزيد عن 60%، ما يعكس استعدادًا جيدًا لتلبية الطلب خلال فصل الشتاء.
وقال كريج لوري، المستشار الرئيسي في شركة "كورنوال إنسايت"، إن خطوط الأنابيب الأوروبية وشحنات الغاز المسال توفر بدائل موثوقة لتعويض أي نقص محتمل. كما أوضح أن أسعار الجملة للطاقة أقل من مستوياتها في بداية العام، مما يعني أن أي تقلبات قصيرة الأجل لن تؤثر على فواتير المستهلكين، التي تظل محددة حتى نهاية مارس.
وفي سياق متصل، أعربت الحكومة عن ثقتها في قدرة البلاد على تأمين إمدادات كافية من الغاز طوال الشتاء. يأتي ذلك في وقت أثرت فيه الظروف الجوية الباردة ونهاية إمدادات الغاز الروسي عبر أوكرانيا على مستويات المخزون، لكنها لم تضع المملكة المتحدة في وضع خطر.
وأوضح جاك شاربلز، الباحث في معهد أكسفورد لدراسات الطاقة، أن المملكة المتحدة لا تزال تحصل على إمدادات مستقرة من حقول بحر الشمال وخطوط الأنابيب الأوروبية. وأضاف أن البلاد تتمتع بسعة تخزينية أكبر مما كانت عليه قبل سنوات، لا سيما بعد إعادة تشغيل منشأة "رو" جزئيًا في أكتوبر 2022.
وتسعى "سنتريكا" لاستثمار ملياري جنيه إسترليني لتوسيع سعة منشأة "رو" وتحويلها في المستقبل إلى مركز لتخزين الهيدروجين، بما يتماشى مع أهداف المملكة المتحدة للانتقال إلى طاقة أكثر استدامة. وأكدت الشركة أنها تضغط على الحكومة لتضمين الهيدروجين كجزء من مزيج الطاقة الوطني، مما يبرر الاستثمار في البنية التحتية طويلة الأجل.
ومع توقع تحسن الطقس في الأسبوع المقبل، تشير التقديرات إلى استقرار مستويات الطلب، ما يخفف الضغط على المخزون. ورغم الظروف الحالية، تبدو المملكة المتحدة في وضع مطمئن لمواجهة أي تحديات محتملة خلال موسم الشتاء.