عرب لندن
حذرت أسقف دوفر، روز هدسون ويلكين، من أن تقديم المملكة المتحدة ملايين الجنيهات الإسترلينية لفرنسا لوقف تدفق المهاجرين عبر القوارب الصغيرة "يؤدي إلى المزيد من الموت". وجاء ذلك في مقابلة حصرية مع صحيفة "الإندبندنت" Independent، حيث أوضحت الأسقف أن هذه الأموال لا تساهم سوى في زيادة معاناة اللاجئين، محذرة من تأثيرها المدمر على حياتهم.
وفي حديثها عن أزمة الهجرة التي تواجها المملكة المتحدة بالقرب من ساحل كينت، أكدت الأسقف أن الدعم المالي لفرنسا لا يعالج جذور المشكلة. وقالوا “إن الأموال التي تُدفع إلى الدرك الفرنسي تؤدي إلى تدمير الخيام في كاليه، بما في ذلك خيام الأطفال، وهو ما يدمر حياة هؤلاء الأشخاص”.
وبالرغم من موجة التحولات السياسية التي تشهدها المملكة المتحدة بعد استفتاء الخروج من الاتحاد الأوروبي، دعت الأسقف هدسون ويلكين إلى تغيير جذري في خطاب الهجرة. "نحتاج إلى طرح السؤال الأهم: لماذا يغادر الناس أوطانهم؟ هل هي الحروب؟ المجاعات؟ التغير المناخي؟ أم الاضطرابات الاقتصادية؟" وأضافت أن النقاشات الحالية حول الهجرة تفتقر إلى الإنسانية، مشيرة إلى أن البريطانيين أنفسهم كانوا "مهاجرين اقتصاديين" في تاريخ الإمبراطورية.
كما تحدثت الأسقف عن قضايا العدالة التاريخية، مشددة على أهمية العدالة التصالحية بدلاً من التعويضات المالية للدول المتأثرة بالعبودية.
ورداً على الانتقادات المتعلقة بمؤسسة الكنيسة، أكدت الأسقف أنه يجب على قادة الكنيسة أن يتحلوا بالعطف ويعبروا عن الحقيقة في مواجهة السلطة، مشيرة إلى دورها في الدفاع عن المظلومين والمحتاجين.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه المملكة المتحدة نقاشات حامية حول الهوية الوطنية والهجرة، وسط أزمات متعددة تتطلب حلولاً جذرية وشاملة.