عرب لندن

أثار إيلون ماسك، الملياردير الأمريكي صاحب التأثير الواسع في العديد من الصناعات، جدلاً واسعاً بتدخلاته السياسية على الساحة العالمية. مالك شركتي تسلا وسبيس إكس، بالإضافة إلى استحواذه على منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، أصبح شخصية محورية في السياسة الدولية بفضل تأثيره الكبير على وسائل الإعلام وموارده المالية الضخمة.

 ورغم أن تصريحاته السياسية كانت في البداية تُعتبر مجرد آراء شخصية، إلا أن استخدامه منصاته الرقمية للتأثير على الأحداث في دول مختلفة أثار ردود فعل متباينة، خاصة في أوروبا.

في الآونة الأخيرة، كانت السياسة البريطانية أبرز ساحة لتدخلات ماسك. فقد بدأ بتأييد زعيم حزب الإصلاح البريطاني، نايجل فاراج، قبل أن يسحب دعمه بشكل مفاجئ، داعيًا فاراج إلى التنحي عن زعامة الحزب لعدم امتلاكه المؤهلات اللازمة. 

كما انتقد ماسك الحكومة البريطانية، قائلاً إنه يجب "تحرير المملكة المتحدة من حزب العمال الاستبدادي"، مطالبًا الولايات المتحدة بالتدخل في هذا الصدد. هذه التصريحات أثارت استياءً واسعًا في الأوساط السياسية البريطانية، حيث اتهم رئيس الوزراء كير ستارمر ماسك بنشر الأكاذيب والتدخل في الشؤون الداخلية للبلاد.

و لم تقتصر تدخلات ماسك السياسية على المملكة المتحدة، بل امتدت إلى السياسة الإيطالية. فقد دعم رئيسة الحكومة الإيطالية اليمينية المتشددة، جيورجيا ميلوني، في تعزيز سياساتها المتشددة تجاه الهجرة، وأيد مشروعها لبناء معسكرات لجوء في الأراضي الألبانية. كما دعا ماسك القضاة الإيطاليين إلى الاستقالة، مما أثار موجة من الغضب في إيطاليا.

وفي سياق هذه التدخلات، عبّر رئيس الحكومة النرويجية، يوناس غار ستورا، عن قلقه من تأثير ماسك، مشيرًا إلى أن "شخصًا مثل ماسك، الذي يمتلك تأثيرًا هائلًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي وموارد مالية ضخمة، يتدخل بشكل مباشر في شؤون دول أخرى". وأضاف ستورا: "هذا ليس ما ينبغي أن يحدث بين الديمقراطيات والحلفاء".

وعلاوة على ذلك، دعم ماسك حزب "البديل من أجل ألمانيا"، وهو حزب يُعتبر من الأحزاب اليمينية المتشددة، حيث وصفه بأنه "الوحيد القادر على إنقاذ ألمانيا". وأثار هذا الموقف انتقادات واسعة من السياسيين الأوروبيين، مثل فريدريش ميرز، زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، الذي رفض تدخل ماسك في الحملة الانتخابية الألمانية، قائلاً: "لا أذكر محاولة مماثلة للتدخل في الحملة الانتخابية لدولة صديقة".

هذا وأثارت تدخلات ماسك السياسية قلقًا متزايدًا في الاتحاد الأوروبي، خاصة مع المخاوف من أن يكون ماسك جزءًا من الإدارة الأمريكية الحالية. وهناك تخوف من أن تؤدي تصريحاته إلى توتر العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، كما حدث في فترة حكم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. 

وفي هذا السياق، تذكر بعض الأوساط السياسية شبح ستيف بانون، المستشار السابق لترامب، الذي سعى إلى تنسيق التيارات القومية الأوروبية. ويعتقد البعض أن ماسك قد يسهم في تعزيز نفوذ اليمين المتشدد في القارة، وهو ما يثير قلقًا واسعًا بين السياسيين الأوروبيين.

السابق فوضى في مركز تسوق لندن: عصابة مراهقين تسرق هواتف من متجر آبل وتثير رعب العائلات
التالي بسبب مشكلة تقنية: طائرة Jet2 تهبط اضطراريا في مانشستر وسط اضطرابات جوية