عرب لندن
كشف تحقيق أجرته صحيفة الغارديان عن أن أكثر من 1000 مريض يوميًا في إنجلترا يتعرضون لاحتمال حدوث أضرار بسبب تأخيرات في تسليم سيارات الإسعاف المرضى إلى المستشفيات.
وخلال العام الماضي، يُعتقد أن 414,137 مريضًا قد عانوا من مستوى معين من الضرر بسبب الانتظار الطويل داخل سيارات الإسعاف.
من بين هؤلاء، تعرض 44,409 مرضى – بمعدل 850 مريض أسبوعيًا – لأضرار "شديدة محتملة" مثل إصابات دائمة أو طويلة الأمد أو حتى الوفاة.
وبحسب البيانات، قضت سيارات الإسعاف أكثر من 1.5 مليون ساعة – ما يعادل 187 عامًا – في الانتظار خارج أقسام الطوارئ خلال العام المنتهي في نوفمبر 2024.
وأشارت آنا باري، المديرة التنفيذية لجمعية رؤساء الإسعاف، إلى أن البيانات "تتحدث عن نفسها"، مؤكدة أن آلاف المرضى يتعرضون شهريًا لأضرار محتملة نتيجة التأخير.
وتحدث التأخيرات عندما تصل سيارات الإسعاف إلى الطوارئ ولا يمكنها تسليم المرضى بسبب انشغال الفرق الطبية، مما يؤدي إلى عدم قدرة طواقم الإسعاف على العودة إلى الطرق للتعامل مع حالات طوارئ أخرى.
ووفقًا للتوجيهات الوطنية، يجب تسليم المرضى إلى فرق الطوارئ في المستشفيات في غضون 15 دقيقة من وصولهم، لكن هذا الهدف غالبًا ما يفشل، مع انتظار طواقم الإسعاف لساعات طويلة خارج المستشفيات.
وأهدرت طواقم الإسعاف في العام الماضي، 1,641,522 ساعة بسبب تأخيرات في تسليم المرضى. وارتفعت نسبة المرضى الذين تعرضوا لأضرار محتملة بنسبة 18.7% مقارنة بالعام السابق.
ووصف الدكتور أدريان بويل، رئيس الكلية الملكية لطب الطوارئ، النتائج بأنها "صادمة"، مؤكدًا أن الأزمة تعكس "نقصًا في القدرة الاستيعابية" في الخدمات الصحية.
وأضاف أن هناك حاجة ملحة للتركيز على "العائق في خروج المرضى من المستشفيات" من خلال زيادة عدد الأسرّة في المستشفيات لتخفيف الاكتظاظ في أقسام الطوارئ، بالإضافة إلى توفير خيارات رعاية اجتماعية مناسبة لضمان خروج المرضى المؤهلين طبياً للعودة إلى منازلهم.
بدوره، أكد روري ديغتون، مدير شبكة المستشفيات في اتحاد (NHS)، أن هذه الأزمة تعكس "عاصفة" ناجمة عن الطلب غير المسبوق على خدمات الطوارئ، مشيرًا إلى أهمية معالجة النقص في خدمات الرعاية الاجتماعية لتسريع خروج المرضى من المستشفيات والمساعدة في تقليل أعداد كبار السن الذين يحتاجون إلى دخولها.
ووصف متحدث باسم وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية التأخيرات بأنها "غير مقبولة تمامًا"، مشيرًا إلى أن خطط "إعادة بناء" هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) تشمل استثمارات جديدة وتوظيف 1000 طبيب عام إضافي لتخفيف الضغط على الخدمات الإسعافية.
ورغم أن تأخيرات التسليم تحسنت قليلاً قبل الشتاء، إلا أن المتحدث باسم (NHS) إنجلترا أكد أن هناك "الكثير مما يجب القيام به" لتقليل هذه التأخيرات غير المقبولة.