عرب لندن
وجّه الوزراء بإجراء مسوحات هيكلية شاملة لمجموعة من المباني المدرسية القديمة التي بُنيت في إنجلترا بعد الحرب العالمية الثانية، استجابةً لمخاوف من عيوب خفية قد تؤدي إلى انهيار هيكلي. وتأتي هذه الخطوة بعد أزمة الخرسانة الخلوية المقواة بالبخار (Raac)، التي أجبرت على إغلاق مدارس وأثارت قلقًا واسع النطاق بشأن سلامة آلاف المباني المدرسية "المبنية بالنظام".
وكشف تقرير مكتب التدقيق الوطني أن 3600 مبنى مدرسي "مبني بالنظام" من أصل 13,800 مبنى قد تكون عرضة للتدهور. ورغم التأخيرات المستمرة، تم مؤخرًا تعيين مقاولي مسح للتحقيق في المباني التي تم تشييدها بين عامي 1945 و1990، والتي تجاوزت العمر التصميمي لها. ويُتوقع أن تكشف التحقيقات عن حاجة بعض المدارس إلى إغلاق فوري لإجراء إصلاحات ضرورية.
وسيبدأ المساحون بتحليل حوالي 100 مبنى مدرسي كعينة تمثيلية، باستخدام ميزانية تبلغ 5 ملايين جنيه إسترليني. وتهدف هذه المسوحات إلى تحديد المخاطر الهيكلية واقتراح استراتيجيات للتخفيف منها. صرّح بول وايتمان، الأمين العام لاتحاد قادة المدارس (NAHT)، بأن هذه الأزمة تمتد إلى ما هو أعمق من قضية Raac، محذرًا من ضرورة تسريع العمل لتفادي أي أضرار إضافية.
هذا وأظهر تحليل أجرته صحيفة "الغارديان" أن آلاف المباني العامة، بما في ذلك المدارس، تحتاج إلى إصلاحات عاجلة، حيث يُدرّس نحو 729,000 طالب في مدارس غير آمنة أو متهالكة. وأكد تقرير وزارة التعليم لعام 2023-2024 أن انهيار المباني المدرسية يعدّ خطرًا محتملاً للغاية، خصوصًا للمباني التي تجاوزت عمرها التصميمي.
ورصدت الحكومة 1.4 مليار جنيه إسترليني إضافية لإعادة بناء المدارس، بالإضافة إلى 2.1 مليار جنيه إسترليني لصيانتها. ومع ذلك، يرى خبراء التعليم أن هذا التمويل لا يكفي لمواجهة الاحتياجات المزمنة، إذ يُقدّر أن إصلاح المباني المدرسية يتطلب نحو 11.4 مليار جنيه إسترليني.
ويشير الخبراء إلى أهمية معالجة هذه الأزمة بجدية وسرعة لضمان سلامة الطلاب والعاملين. ومع بدء المسوحات، يبقى التحدي الأكبر هو ترجمة النتائج إلى إجراءات ملموسة تُعيد الثقة في بنية المدارس العامة.