عرب لندن
أكد وزير الأمن البريطاني السابق وعضو حزب المحافظين، توم توغندهات، أن اغتيال قاسم سليماني، القائد البارز في الحرس الثوري الإيراني عام 2020، كان نقطة تحول حاسمة في الشرق الأوسط.
وقال "إن العملية التي أمر بها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ساهمت في كشف ضعف إيران، وأدت إلى بداية انهيار نظام بشار الأسد في سوريا".
وأشار توغندهات في مقابلة له على بودكاست Conflicted، إلى أن سليماني كان شخصية محورية في إدارة العلاقات الإيرانية في المنطقة، وبالأخص في سوريا والعراق.
وأضاف أن اغتياله أظهر أن هذه العلاقات كانت تعتمد بشكل كبير على شخص واحد، وعجز خلفاؤه عن تعويض غيابه. واعتبر أن مقتله كان "الشرارة التي أدت إلى سقوط نظام الأسد".
أوضح توغندهات أن سليماني كان يتحكم في شبكة معقدة من العلاقات والصفقات التي كانت تدعم النفوذ الإيراني في المنطقة. وأكد أن اغتياله بواسطة طائرة مسيرة أدى إلى أزمة كبيرة داخل الحرس الثوري الإيراني.
وقال: "الشباب في الحرس الثوري يعتقدون أن القيادة القديمة فاسدة وغير كفؤة، ويشعرون بأن حلفاء إيران، مثل الأسد وحزب الله، تم التخلي عنهم".
كما أضاف توغندهات أن هناك شائعات تشير إلى محاولات من جانب النظام الإيراني للتفاوض مع الولايات المتحدة للخروج من الأزمة الراهنة، لكنه شدد على أن "المتشددين في الحرس الثوري يعارضون أي محادثات مع الولايات المتحدة، ويعتبرون ذلك خيانة لذكرى سليماني".
توقع الوزير البريطاني السابق وعضو حزب المحافظين، توم توغندهات، أن النظام الإيراني قد يواجه الانهيار في السنوات المقبلة، معتبرًا أن فقدان النفوذ الإيراني في سوريا يمثل خسارة استراتيجية كبيرة لطهران.
وقال توغندهات: “إذا تم التعامل مع الوضع في سوريا بشكل سليم، فقد تتحول خلال عقد من الزمن إلى مركز اقتصادي ومستقر في منطقة الشرق الأوسط، كما كانت في فترات تاريخية سابقة.”
ورغم ذلك، حذر توغندهات من المخاطر التي تهدد استقرار سوريا، حيث تشهد البلاد صراعًا محتدمًا بين القوى الكردية والجماعات السنية المتشددة مثل هيئة تحرير الشام، التي تتنافس على النفوذ في المنطقة.
وانتقد توغندهات السياسات الغربية في الشرق الأوسط، مشيرًا إلى افتقارها لاستراتيجية واضحة وطويلة الأمد.
وقال: "الانسحاب من أفغانستان، وتردد إدارة أوباما في اتخاذ موقف حازم ضد الأسد بعد استخدامه للأسلحة الكيميائية في 2013، سمح لروسيا بتعزيز موقعها في المنطقة كقوة ثابتة".
وأضاف: "بوتين ليس أكثر استقرارًا من الغرب، لكنه يروج لهذا الوهم، وهذا كافٍ ليؤثر في اتخاذ قرارات هامة أسفرت عن معاناة ملايين الناس".