عرب لندن
أظهرت الأرقام الأخيرة زيادة ملحوظة في حوادث القيادة في الاتجاه المعاكس على الطرق السريعة في إنجلترا، ويرتبط هذا الارتفاع بشكل كبير بوجود السائقين الأجانب.
ووفقًا للبيانات الصادرة عن وكالة الطرق السريعة الوطنية، تم الإبلاغ عن 988 حادثة تتعلق بـ "مركبات قادمة" على الطرق السريعة في العام حتى 17 نوفمبر، بزيادة نسبتها 15% عن عام 2023. وبحسب ما ورد في موقع "التلغراف"، يُظهر ذلك ارتفاعًا من 858 حادثة في العام السابق، بمعدل نحو 19 حادثة أسبوعيًا.
و تم الإبلاغ عن هذه الحوادث من قبل مصادر متعددة، بما في ذلك الشرطة وضباط المرور والجمهور، وتشير المصادر إلى أن بعض السائقين الأجانب يواجهون صعوبة في التكيف مع القيادة على الجانب الأيسر من الطريق، على الرغم من وجود إشارات تحذيرية بلغات مختلفة عند الموانئ البريطانية.
وقال إدموند كينج، رئيس رابطة السيارات البريطانية: "بعض الحوادث ارتبطت بسائقين أجانب اعتادوا القيادة على الجانب الآخر من الطريق، رغم وجود إشارات تحذيرية بلغات مختلفة بالقرب من الموانئ البريطانية، تُنبه السائقين إلى ضرورة القيادة على اليسار". وأضاف: “في الأماكن التي تحدث فيها هذه الأخطاء، يجب إجراء مراجعة شاملة للعلامات والإشارات لضمان وضوحها وفعاليتها”.
وتابع كينج: "الزيادة في عدد الحوادث بسبب القيادة في الاتجاه الخاطئ أمر مقلق للغاية. قد تكون العواقب مدمرة ومميتة".
وفي حادث مأساوي، لقي خمسة أشخاص حتفهم في حادث تصادم على الطريق السريع M6 بالقرب من خدمات تيباي في كمبريا في 15 أكتوبر، حيث كان أحد السائقين يقود في الاتجاه الخاطئ. وفي حادث آخر، قُتل شخصان وأصيب أربعة آخرون بجروح خطيرة عندما قاد سائق شاحنة مسروقة في الاتجاه الخاطئ على الطريق السريع M25 في هيرتفوردشاير في 4 فبراير أثناء محاولته الهروب من الشرطة.
وأشار كينج إلى أن بعض الحوادث كانت ناتجة عن مجرمين يحاولون الهروب من الشرطة، مؤكدًا أن "القيادة في الاتجاه الخاطئ عمدًا لا يمكن تبريرها بأي حال من الأحوال". وأضاف أن بعض السائقين اعترفوا بأنهم اتبعوا أجهزة الملاحة دون النظر بعناية.
ويتم تشجيع السائقين الذين يشاهدون مركبة تسير في الاتجاه الخاطئ على الاتصال بالرقم 999 إذا كان ذلك آمنًا، أو استخدام هاتف SOS على الطرق السريعة لإبلاغ السلطات. وعادةً ما يتم تخفيض حدود السرعة على الطرق السريعة إلى 20 ميلاً في الساعة عند ورود تقرير عن مركبة تسير في الاتجاه المعاكس.
كما أظهرت الأرقام أيضًا ارتفاعًا في عدد السائقين الذين تم القبض عليهم وهم يقودون تحت تأثير المخدرات، حيث تم إدانة أكثر من 33,000 سائق بهذه التهمة في السنوات الـ 11 حتى يوليو 2023.
وقال متحدث باسم الطرق السريعة الوطنية: "السلامة هي أولويتنا، ونحن نعمل على اتخاذ إجراءات فورية لضمان سلامة الأشخاص عند تلقي تقرير عن مركبة قادمة، مثل ضبط إشارات وتحذير السائقين وتقليل حدود السرعة".