عرب لندن

شهدت أستراليا زيادة كبيرة في أعداد البريطانيين الذين ينتقلون إليها بحثًا عن فرص عمل وحياة أفضل، حيث أصبح البريطانيون يتصدرون قائمة الجنسيات التي تحصل على تأشيرات العمل هناك. ففي هذا العام، وصل حوالي 50 ألف بريطاني إلى أستراليا بتأشيرة عطلة عمل، وهو رقم قياسي، من بين أكثر من 200 ألف متقدم.

ويُعزى هذا الارتفاع إلى التسهيلات التي طرأت على قوانين التأشيرات، حيث تم رفع السن المحدد للمتقدمين من المملكة المتحدة من 30 إلى 35 عامًا، وتم تمديد فترة الإقامة إلى ثلاث سنوات، بالإضافة إلى إلغاء شرط العمل الزراعي لمدة 88 يومًا.

 وعلى الرغم من ارتفاع تكلفة المعيشة في أستراليا مقارنة بالمملكة المتحدة، فإن الرواتب المرتفعة وأسلوب الحياة المشمس والمريح يساهمان في جذب المزيد من البريطانيين إلى البلاد.

وبحسب ما ورد في موقع "الديلي ميل"، من بين هؤلاء المهاجرين، صانعة المحتوى كودي إيغان، التي انتقلت إلى أستراليا مع شريكها جوزيف هوروكس في أغسطس الماضي. وعلى الرغم من خططهما للبقاء لفترة قصيرة فقط، إلا أنهما قررا الآن بناء حياتهما في البلاد بعد أن تأثرا بالإيجابية في الثقافة الأسترالية وأسلوب الحياة، بما في ذلك الاستمتاع بالشواطئ وركوب الأمواج.
 

وفي السياق ذاته، تشير البيانات إلى أن تكلفة الإيجار في أستراليا تصل إلى 2715 دولارًا أستراليًا شهريًا (1344 جنيهًا إسترلينيًا)، أي أكثر بكثير مقارنةً بـ 1223 جنيهًا إسترلينيًا في المملكة المتحدة. كما أن تكاليف البقالة ترتفع، حيث بلغت تكلفة عربة التسوق في أستراليا 160 جنيهًا إسترلينيًا، مقابل 140 جنيهًا في المملكة المتحدة. ومع ذلك، تتمتع أستراليا برواتب أعلى، حيث يصل متوسط الدخل السنوي إلى 100000 دولار (49480 جنيهًا إسترلينيًا)، مقارنة بـ 37430 جنيهًا إسترلينيًا في بريطانيا.

ومن جانبها، حذرت إيغان من أزمة الإسكان في أستراليا، التي تؤثر أيضًا على تكلفة المعيشة، قائلة: "الإيجارات مرتفعة جدًا هنا، كما أن تكاليف المعيشة بشكل عام عالية. من المهم وضع ذلك في الحسبان عند التخطيط للانتقال".

وفي إطار التجربة العملية، حصلت إميلي برادي، ممرضة بريطانية، على فرصة عمل جيدة في مدينة كالجوورلي الأسترالية، حيث أكدت أنها تكسب ثلاثة أضعاف ما كانت تكسبه في المملكة المتحدة.

ورغم أن بعض البريطانيين مثل أوين ويليس واجهوا تحديات في التكيف مع الحياة الأسترالية، مشيرين إلى مشاكل مثل "العنصرية العرضية" في بعض المناطق، فإن الزيادة في أعداد المهاجرين البريطانيين تعكس تزايدًا مستمرًا في توجهات الهجرة إلى أستراليا.

هذا وتجدر الإشارة إلى أن أستراليا سجلت 213400 شخص على تأشيرات عطلات العمل في نوفمبر الماضي، بزيادة ملحوظة مقارنة بالأعوام السابقة، في وقت تواجه فيه البلاد أزمة سكنية بسبب ارتفاع عدد الطلاب الدوليين والمهاجرين.

السابق حوادث مميتة بسبب السائقين الأجانب وصعوبة التكيف مع القيادة على الجانب الأيسر في بريطانيا
التالي اعتقال ثلاثة مهربين أفغان بعد تورطهم في تهريب البشر واعتداءات جنسية على أطفال