انخفاض معدلات النجاح في العلوم والرياضيات بين تلاميذ اسكتلندا

عرب لندن

وفقًا لتقرير صادر عن خبراء التعليم، فإن معدلات النجاح للتلاميذ الاسكتلنديين في مواد العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM) في المدارس الثانوية تُعتبر "مقلقة للغاية".

وأوضح التقرير الذي نشرته لجنة إصلاح المدارس، وهي مجموعة مستقلة من الخبراء التربويين، أن معدلات النجاح في امتحانات National 5 للتلاميذ الثانويين في اسكتلندا قد شهدت تراجعًا ملحوظًا. وبحسب البيانات التي تمت مراجعتها، التي تعود إلى عام 2015، فإن حوالي 40.1٪ فقط من تلاميذ السنة الرابعة (الذين تتراوح أعمارهم عادةً بين 14 و16 عامًا) تمكنوا من اجتياز مادة الرياضيات، بينما اجتاز 75.2٪ منهم مادة اللغة الإنجليزية.

وبالنسبة للمواد العلمية، أظهرت النتائج أن 25.9٪ فقط من التلاميذ اجتازوا مادة علم الأحياء، بينما كانت نسبة النجاح في الكيمياء والفيزياء أقل بكثير، حيث لم تتجاوز 22.5٪ و17.9٪ على التوالي.

وقالت كارول فورد، مديرة أكاديمية كيلمارنوك السابقة وعضو اللجنة، في تصريح لبرنامج Good Morning Scotland على راديو BBC، إن البيانات كشفت عن "جبل يجب تسلقه" لتحسين هذه المعدلات. وأضافت أن نتائج مسح بيزا الدولي لعام 2023 أظهرت أن نتائج اسكتلندا في الرياضيات والعلوم كانت "سيئة للغاية"، مما يضع مستقبل النظام التعليمي في تحدٍ.

وأضافت فورد أن قضايا مثل نقص التوظيف قد تساهم في انخفاض أداء الطلاب، لكن اسكتلندا لا تجمع بيانات كافية لفحص السبب الحقيقي وراء هذا التراجع. كما أشارت إلى أن انخفاض عدد الطلاب الذين يدرسون الرياضيات والعلوم قد يكون نتيجة لاختيار الطلاب لمواد يسهل عليهم النجاح فيها.

ومن جانبه، عبّر رئيس إصلاح اسكتلندا، اللورد جاك ماكونيل، عن قلقه البالغ حيال انخفاض معدلات النجاح، خاصة في الرياضيات والعلوم، موضحًا أن هذه المواد أساسية لمستقبل الاقتصاد الاسكتلندي، خصوصًا في مجالات مثل الطاقة المتجددة وعلوم الصحة.

وفي ردها على التقرير، قالت الحكومة الاسكتلندية إن التلاميذ وأولياء الأمور والمعلمين في المدارس الفردية هم الأكثر قدرة على تحديد المقررات التعليمية الأنسب لكل طالب، مؤكدة أن هذا النهج المرن والمركّز على الطفل هو ما يميز النظام التعليمي في اسكتلندا.

وأضافت الحكومة أن الطلاب قد لا يحصلون على مؤهلات المستوى الوطني الخامس في الرياضيات في السنة الرابعة، لكنهم قد يحصلون عليها في السنة الخامسة، وهو ما يعكس تعددية الخيارات المتاحة في النظام التعليمي الحالي.

هذا وأشار التقرير إلى ضرورة إعادة النظر في ما إذا كان يجب أن تكون بعض المواد الإلزامية كما كانت الحال في السابق، مثل اللغة الإنجليزية والرياضيات، وذلك في ضوء تراجع عدد الطلاب الذين يدرسون هذه المواد في السنوات الأخيرة.