عرب لندن

كشفت بيانات حديثة من مكتب السكك الحديدية والطرق أن قطاع النقل بالقطارات في بريطانيا يواجه أزمة حادة، حيث تم إلغاء أكثر من 360 ألف رحلة قطار بالكامل أو جزئيًا خلال العام الماضي. بلغ عدد الرحلات الملغاة بالكامل حوالي 208 آلاف رحلة، فيما شهدت 161 ألف رحلة إلغاءً جزئيًا، وهو ما يعني تخطي محطة واحدة أو أكثر من مسارها المجدول.

ويرجع هذا التدهور في الأداء إلى عدة عوامل، أبرزها النقص الكبير في الموظفين والاعتماد المفرط على العمل الإضافي لتغطية النوبات، خاصة أيام الأحد. كما أثر غياب الموظفين بسبب المرض، والذي زاد بفعل جائحة كورونا، على استقرار العمليات.

وتصدرت شركة Avanti West Coast قائمة مشغلي القطارات من حيث نسبة الإلغاءات بنسبة 7.8%، تليها CrossCountry بنسبة 7.4%، بينما سجلت c2c، التي تشغل خطوطًا بين لندن وإسيكس، أقل نسبة إلغاء عند 1.6%. ومن جهة أخرى، أشارت تقديرات خبراء النقل مثل توني مايلز إلى أن نقص الموظفين وتزايد أعداد المتقاعدين مقارنة بالمجندين الجدد يهدد بتفاقم المشكلة.

وفي مواجهة هذه الأزمات، دفعت حكومة حزب العمال بمشروع قانون لإعادة تأميم السكك الحديدية. وبموجب القانون، ستنتقل إدارة الشبكة إلى هيئة "Great British Rail" تدريجيًا مع انتهاء عقود القطاع الخاص. ومن المتوقع اكتمال عملية التأميم بحلول الانتخابات المقبلة، مما يتيح توجيه الاستثمارات لتحسين الخدمات وتعزيز الثقة في القطاع.

وأكدت وزيرة النقل الحالية، هايدي ألكسندر، أن الانتقال إلى تشغيل السكك الحديدية على مدار الأسبوع يمثل أولوية قصوى في العام الجديد، مشيرة إلى أن اعتماد الشبكة الحالي على العمل في أيام الراحة يعيق تقديم خدمات موثوقة. من جانبه، دعا مايكل سولومون ويليامز من مجموعة "حملة من أجل نقل أفضل" الحكومة وصناعة السكك الحديدية إلى تكثيف الاستثمار في القوى العاملة والبنية التحتية لمعالجة أوجه القصور.

ومع تصاعد الانتقادات وتحركات الحكومة لتحسين الموثوقية، يظل الركاب في انتظار رؤية ملموسة للإصلاحات الموعودة وتأثيرها على تحسين التجربة اليومية للتنقل عبر شبكة السكك الحديدية في بريطانيا.

السابق وداعاً للأوراق.. ملايين المقيمين في بريطانيا يتحولون للنظام الرقمي للهجرة
التالي حزب العمال يعتزم تشديد العقوبات على صيادي الثعالب