خطط الحكومة الويلزية لفرض ضريبة على السائحين تثير استياء مدراء القطاع
عرب لندن
تعد جبال باناو بريشينيوغ (Brecon Beacons) بجمالها الطبيعي، بما في ذلك الكهوف الجيرية والشلالات الخلابة، وجهة سياحية عالمية تجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم.
ويمثل قطاع السياحة عنصرًا حيويًا للاقتصاد المحلي، ولكن هناك قلق متزايد من تأثير خطط الحكومة الويلزية لفرض ضريبة ليلية على الزوار على هذه الصناعة، وفقا لـ"سكاي نيوز".
الضريبة المقترحة وتأثيراتها
وبحسب الخطط، ستتراوح الضريبة بين 1.25 جنيه إسترليني للإقامة في الفنادق والنُزُل والشقق الفندقية، و0.75 جنيه إسترليني للإقامة في المخيمات ومواقع الكرفانات والنُزُل الجماعية.
ويقول آشفورد برايس من مركز "National Showcaves"، وهو مجمع سياحي يضم كهوفًا ضخمة ومنحدرًا جافًا للتزلج ومرافق أخرى، إن هذه الضريبة قد تكون كارثية.
وأضاف:"إذا استمرت الأمور بهذا الشكل، فإن مستقبل السياحة في ويلز يبدو مظلمًا للغاية. هذا سيكون كارثة مطلقة."
يتفق مع هذا الرأي العديد من أصحاب الأعمال المحلية، حيث عبر أنتوني كريستوفر، مالك "Penycae Inn"، عن إحباطه قائلاً: "إننا نواجه بالفعل ضرائب مرتفعة مثل التأمين الوطني وضريبة القيمة المضافة. والآن تأتي هذه الضريبة الجديدة لتزيد من الأعباء علينا وعلى العملاء."
التحديات التي تواجه السياحة في ويلز
تعاني العديد من المناطق في ويلز من تأثيرات السياحة المفرطة، بما في ذلك مشاكل مثل ازدحام مواقف السيارات، والقمامة، وحتى المخلفات البشرية في جبل سنودون.
وتعتقد الحكومة الويلزية أن هذه الضريبة ستساعد في تمويل تحسين الخدمات المحلية، مثل توفير مواقف سيارات أفضل، وشواطئ نظيفة، ومرافق عامة.
من جانبه، دافع مارك دريكفورد، وزير المالية في ويلز، عن الضريبة بقوله: "هذه طريقة لجمع مساهمة صغيرة جدًا من كل زائر لإعادة استثمارها في تحسين البنية التحتية التي تجعل الزيارة ناجحة."
وأضاف أن التجارب الدولية تُظهر أن مثل هذه الضرائب لا تؤثر على رغبة السياح في زيارة المناطق.
التأثير الاقتصادي المتوقع
وبحسب تقرير أعدته الحكومة الويلزية حول تقييم الأثر الذي قد تخلفه الضريبة، فإنها قد تؤدي إلى فقدان 730 وظيفة في أسوأ السيناريوهات، بتكلفة اقتصادية تصل إلى 47.5 مليون جنيه إسترليني. ومع ذلك، قد تُخلق 340 وظيفة في السلطات المحلية لإدارة الإيرادات المحصّلة.
السياق الأوسع
الضريبة على الزوار أصبحت شائعة في العديد من الدول الأوروبية والمدن البريطانية. مانشستر، على سبيل المثال، جمعت 2.8 مليون جنيه إسترليني في السنة الأولى من تطبيق ضريبة قدرها 1 جنيه إسترليني لكل ليلة.
المدن الأخرى مثل إدنبرة ولندن تنظر أيضًا في تطبيق مثل هذه الضرائب.
ورغم الانتقادات، من المتوقع أن يصوّت البرلمان الويلزي على هذا التشريع في الصيف. إذا تم إقراره، ستقوم المجالس المحلية باستشارة السكان قبل تنفيذه، وقد يبدأ فرض الضريبة على السياح بحلول عام 2027.