عرب لندن
كشفت صحيفة التلغراف أن مديري البريد الملكي يواجهون اتهامات بتزوير عمليات تسليم الطرود بهدف الحفاظ على مكافآتهم السنوية. وأفاد عمال البريد بأنهم تلقوا أوامر بتسجيل بعض الطرود على أنها "غير قابلة للوصول"، رغم عدم محاولة تسليمها. ويُعتقد أن هذه التعليمات تهدف إلى ضمان حصول مديري عمليات العملاء على مكافآت منتصف العام، التي تعتمد جزئيًا على تحقيق أهداف خروج الطرود من المستودعات.
ويهدد هذا التلاعب بتأخير تسليم الطرود قبل موسم عيد الميلاد، ويأتي بعد تقارير عن تلقي العملاء رسائل بريد إلكتروني تؤكد محاولات تسليم وهمية، رغم عدم حدوث ذلك فعليًا، حسب كاميرات جرس الباب الخاصة بهم.
وأعرب جاستن ماديرز، وزير الخدمات البريدية، عن قلقه البالغ إزاء هذه التقارير، داعيًا البريد الملكي للتحقيق في الأمر. وتحدثت التلغراف إلى عدد من عمال البريد الذين أكدوا تعرضهم لضغوط لتسجيل الطرود كـ"غير قابلة للوصول". وأوضح أحدهم: "طُلب منا تسجيل الطرود على هذا النحو عدة مرات الشهر الماضي. هذا التصرف غير أخلاقي، لأن العملاء ينتظرون طرودهم".
وقال عامل آخر يعمل في منطقة ريفية: "هناك ما يصل إلى 40 طردًا يوميًا لا يمكن تسليمها بسبب ضيق الوقت ويُطلب منا مسحها كـ'غير قابلة للوصول'". وأضاف عامل بريد في اسكتلندا أن الزملاء يُجبرون على إفراغ جميع الطرود المخصصة لنوباتهم، حتى إذا كان ذلك يعني إعادة بعضها دون تسليم. وقال: "المعنويات في أدنى مستوياتها، مع معدلات دوران موظفين مرتفعة ونقص في العمال لتغطية ساعات العمل الإضافية".
هذا ووصف اتحاد عمال الاتصالات هذه المزاعم بأنها "دليل آخر على سوء الإدارة المنهجي" للبريد الملكي. وأشار إلى أن هيكل المكافآت الإدارية يشجع على السلوك غير الأخلاقي، على حساب الموظفين والعملاء.
ومن جهتها، نفت الشركة وجود أي حوافز لتزوير التسليم، مشيرة إلى أن تسجيل الطرود كـ"غير قابلة للوصول" يتم فقط في حالات استثنائية، مثل سوء الأحوال الجوية أو عدم إمكانية الوصول للمبنى.
وتشير التقارير إلى أن ما يقرب من مليون منزل سيفتقد خدمات البريد من الدرجة الثانية يوم السبت، مع خطط لتقليص عمليات التسليم خلال عطلات نهاية الأسبوع. كما تعرضت الشركة لغرامة قياسية هذا الشهر بقيمة 10.5 مليون جنيه إسترليني بسبب تأخير تسليم رسائل الدرجة الأولى.