عرب لندن 

دعا معهد توني بلير (TBI) الحكومة إلى منح المعلمين صلاحية فرض غرامات على أولياء الأمور الذين لا يتعاونون مع المدارس لمعالجة السلوكيات السيئة بين الطلاب.

واقترح تقرير جديد صادر عن المعهد أن تكون للمعلمين نفس الصلاحيات القانونية الممنوحة لهم في حالات غياب الطلاب، لإلزام الآباء بحضور الاجتماعات المدرسية والموافقة على خطة عمل لمعالجة سلوك أبنائهم، بحسب ما نقلته "الغارديان". 

كما دعا إلى تمكين المعلمين من تصعيد القضايا إلى الشرطة أو خدمات الصحة والرعاية الاجتماعية في حال عدم تعاون أولياء الأمور.

ويرى التقرير أن للمعلمين دورًا محوريًا في رصد الإشارات المبكرة للمشكلات العميقة لدى الطلاب، وأن تعزيز دورهم في حماية الطلاب سيمنحهم سيطرة أكبر داخل الفصول الدراسية، مما يساهم في تحسين العملية التعليمية وحل أزمة توظيف المعلمين واحتفاظهم بوظائفهم.

من جانبه، قال ألكساندر إيوساد، مدير الابتكار الحكومي في المعهد، إن التقرير يسلط الضوء على أن "المعلمين لا يمتلكون سلطة كافية ولا يحصلون على الدعم اللازم للتعامل مع تزايد السلوكيات الخطرة والمزعجة". وأضاف: "يجب إعادة التوازن لصالح المعلمين ومنحهم الأدوات التي يحتاجونها".

ومع ذلك، أعرب قادة المدارس عن مخاوفهم من أن يؤدي هذا الاقتراح إلى زيادة العبء على المعلمين وتصعيد التوترات مع أولياء الأمور. وبدلاً من ذلك، طالبوا بتوفير تمويل إضافي للرعاية الاجتماعية ودعم الأسر التي تعاني من مشكلات.

وفقًا لتحليل البيانات الذي أعده معهد توني بلير، يواجه أكثر من نصف المعلمين صعوبة في الوصول إلى الدعم اللازم للتعامل مع سلوك الطلاب، وأشار أقل من 10% إلى أن مدارسهم تطبق القواعد بشكل مستمر. وأفاد ثلثا المعلمين بأن الدروس تتعرض بانتظام للتعطيل بسبب السلوكيات السيئة.

وأوضح التقرير أن هذا الاضطراب المستمر يسهم في إنهاك المعلمين، حيث أظهر تحليل حديث من وزارة التعليم أن المعلمين الذين يواجهون سلوكيات سيئة بين طلابهم أكثر عرضة لمغادرة وظائفهم بنسبة الضعف مقارنة بزملائهم الذين يعملون في فصول أكثر هدوءًا (37% مقابل 21%).

كما أشار التقرير إلى أن القلق الذي يشعر به الطلاب والمعلمين بشأن سلامتهم الشخصية يؤثر سلبًا على التحصيل الأكاديمي، حيث أظهر استطلاع حديث أن أكثر من ثلث المعلمين تعرضوا لسوء معاملة جسدية من الطلاب.

من جهته، أشار بيبي دي إيازو، الأمين العام لجمعية قادة المدارس والكليات، إلى أن التقرير يحدد بشكل صحيح التحديات المتزايدة التي تواجه المدارس بسبب سلوكيات بعض الطلاب، لكنه أعرب عن قلقه من أن السياسة المقترحة قد تزيد العبء على المدارس وتفاقم التوتر مع أولياء الأمور.

بدوره، وصف بول وايتمان، الأمين العام لاتحاد قادة المدارس (NAHT)، التقرير بأنه "جاء بحسن النية ولكنه مضلل وغير قابل للتطبيق"، مشيرًا إلى أن الغالبية العظمى من الطلاب يتمتعون بسلوك إيجابي.

وأكد متحدث باسم وزارة التعليم أن الحكومة تعمل على تنفيذ خططها لتحسين السلوك المدرسي، مع التركيز على إزالة العوائق ومعالجة الأسباب الجذرية للسلوكيات السلبية، مؤكدًا التزام الوزارة بمواصلة العمل مع المعلمين لدعمهم في رفع معايير التعليم.

السابق ألمانيا: قتلى وجرحى في اعتداء دهس في سوق لعيد الميلاد
التالي إدانة ضابطي شرطة بالاعتداء على مراهق يعاني من مشاكل نفسية