عرب لندن

تتجه الولايات المتحدة للضغط على المملكة المتحدة للسماح باستيراد اللحوم الأمريكية عالية الجودة بدون رسوم جمركية كجزء من مفاوضات صفقة تجارية محتملة تحت إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب. ويأتي هذا التحرك في إطار إعادة ترتيب الأولويات التجارية بين البلدين.

وأشارت مصادر تجارية أمريكية إلى استعداد الصناعة الأمريكية للتنازل عن المطالب السابقة المتعلقة بتصدير الدجاج المكلور ولحوم البقر المعالجة بالهرمونات، وهي قضايا أثارت جدلاً واسعاً في المفاوضات السابقة وأدت إلى رفض بريطانيا لهذه المنتجات. وبدلاً من ذلك، يُتوقع أن تركز الولايات المتحدة على تصدير لحوم تتماشى مع المعايير البريطانية الحالية.

ورغم هذه الخطوة الإيجابية، تثار مخاوف بشأن تأثير الاتفاقية على المزارعين البريطانيين الذين يعانون بالفعل من المنافسة الخارجية. وكان المزارعون قد أعربوا عن غضبهم من صفقات سابقة مع أستراليا ونيوزيلندا، والتي أثرت على منتجات اللحوم المحلية.

وأكد مايكل فورمان، الممثل التجاري الأمريكي الأسبق، أن التوجه الجديد يتماشى مع التحولات الاقتصادية في الولايات المتحدة، مضيفًا أن "الأسواق الأمريكية الكبيرة باتت قادرة على إنتاج لحوم تتوافق مع المعايير الأوروبية والبريطانية". ومع ذلك، أشار إلى أن بريطانيا بحاجة إلى دعم سياسي داخلي لتجاوز التحديات المرتبطة بمثل هذه القرارات.

ومن جانبها، حذرت نقابة المزارعين البريطانيين من المساس بالمعايير الغذائية، داعية الحكومة إلى التمسك بمعايير الإنتاج البريطانية. وصرح توم برادشو، رئيس الاتحاد الوطني للمزارعين، بأن "أي تنازل عن معايير الغذاء سيضر بالمنتجين المحليين".

ومن المتوقع أن تحظى الصين بأولوية تجارية في ظل إدارة ترامب المقبلة، إلا أن المملكة المتحدة تظل شريكًا محتملاً لاتفاقية تجارة حرة جديدة. ووصف جيميسون جرير، الممثل التجاري الأمريكي القادم، بريطانيا بأنها "إحدى الأسواق الكبرى التي ينبغي على الولايات المتحدة تعزيز علاقاتها التجارية معها".

وفي المقابل، أكدت المستشارة راشيل ريفز حرصها على الحفاظ على التجارة الحرة مع الولايات المتحدة، مشيرة إلى ضرورة التوازن بين تحقيق النمو الاقتصادي وحماية مصالح المزارعين البريطانيين. كما ألمح وزير التجارة البريطاني جوناثان رينولدز إلى وجود إمكانية لإيجاد حلول وسط بعيدًا عن الجدل السابق حول المنتجات الغذائية المثيرة للجدل.

ومن الجدير بالذكر أنه رغم التحديات التي قد تطرأ على أي اتفاقية تجارية جديدة بين الولايات المتحدة وبريطانيا، خاصة فيما يتعلق بالمعايير الغذائية والمصالح الزراعية، فإن هناك فرصًا لإيجاد حلول تضمن الاستفادة للطرفين وتعزز العلاقات التجارية بين البلدين.

السابق ناطحة سحاب جديدة تتقاسم لقب أطول مبنى مع برج شارد
التالي إضرابات تشلّ قطاعات حيوية في بريطانيا حتى 2025