عرب لندن
كشف تحليل جديد عن تفاوت صحي مدهش في لندن، حيث يعيش سكان الأحياء الأكثر ثراءً عقدًا أطول في "صحة جيدة" مقارنة بسكان الأحياء الفقيرة.
ووفقًا للأرقام الصادرة عن مكتب الإحصاء الوطني (ONS)، فإن الرجال في ريتشموند، إحدى أغنى مناطق العاصمة، يعيشون حتى سن 69.5 عامًا بصحة جيدة بين عامي 2021 و2023، بينما لا يتجاوز متوسط عمر الرجال في لويسهام 57.8 عامًا في صحة جيدة.
ويُعتبر متوسط العمر المتوقع الصحي (HLE) مقياسًا لعدد السنوات التي يمكن أن يتوقع الشخص أن يعيشها بصحة جيدة. ويعكس هذا الرقم تأثير معدلات الوفيات وانتشار الصحة الجيدة بين السكان.
وبالمجمل، يمكن للرجل في لندن أن يتوقع أن يعيش حتى 63.9 عامًا بصحة جيدة، بينما يمكن للمرأة أن تتوقع أن تعيش حتى 64 عامًا. ومع أن لندن تتمتع بأعلى معدل حياة صحية في المملكة المتحدة، فإن الفجوات الصحية بين الأحياء الثرية والفقيرة في العاصمة تعد شديدة الوضوح.
وتتراوح معدلات الحياة الصحية في الأحياء الثرية مثل ريتشموند وكينغستون أبون تيمز من 68 إلى 70 عامًا، بينما في الأحياء الفقيرة مثل لويسهام وتاور هاملتس، لا يتجاوز معدل الحياة الصحية 60 عامًا للرجال و59 عامًا للنساء.
وعلى مدار العقد الماضي، شهد الرجال في لويسهام انخفاضًا كبيرًا في سنوات حياتهم الصحية، حيث فقدوا نحو 7 سنوات، بينما انخفض معدل الحياة الصحية للنساء بمقدار 8 سنوات. وفي تاور هاملتس، تحسن الوضع قبل أن يضرب وباء كوفيد-19، حيث تراجع المعدل بمقدار 3.5 سنوات للرجال و4.8 سنوات للنساء.
وفي تعليقها على النتائج، قالت فينا رالي، زميلة بارزة في صندوق الملك: "هذه البيانات تُظهر تأثير الوباء، لكنها تعكس أيضًا مشكلة أوسع. متوسط العمر المتوقع في إنجلترا كان في حالة ركود قبل أن يضرب كوفيد-19، حيث تدهورت صحة السكان في العديد من المناطق". وأضافت: "التحدي الأكبر أمام الحكومة هو تقليص الفجوة بين أغنى وأفقر المناطق، وهو أمر يتطلب استثمارًا حكوميًا لتحسين الصحة ومعالجة العوامل الاجتماعية والاقتصادية التي تقود هذه التفاوتات الصحية".
وأشار التقرير إلى أن تحسين صحة السكان يعد أمرًا حيويًا، حيث يُقدر عدد الأشخاص غير القادرين على العمل بسبب مشكلات صحية بنحو 2.8 مليون شخص، مما يعيق النمو الاقتصادي.