ستارمر يزور الخليج لتعزيز التعاون التجاري وسط دعوات لطرح قضايا حقوق الإنسان

عرب لندن 

بدأ رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر زيارة إلى منطقة الخليج العربي، تشمل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، حيث يسعى لتعزيز العلاقات التجارية ومناقشة اتفاقيات استراتيجية تهدف إلى دفع عجلة النمو الاقتصادي في المملكة المتحدة.

وبحسب ما ذكرته إذاعة إل بي سي ”LBC“ من المقرر أن يلتقي ستارمر، خلال زيارته بالرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وذلك في إطار جولة تهدف إلى "بناء شبكة من الشراكات" التي تركز على تحقيق "النمو عالي الجودة".

وصرح ستارمر قائلاً: "تحقيق النمو الاقتصادي طويل الأمد في المملكة المتحدة يتطلب منا تقوية علاقاتنا مع شركائنا الدوليين. زيارتي إلى الخليج تهدف إلى فتح آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي، وتوسيع الفرص، وتحقيق فوائد ملموسة للشعب البريطاني."

وتعد الإمارات والسعودية من أهم شركاء بريطانيا التجاريين، حيث تصل قيمة التبادل التجاري مع الإمارات إلى 23 مليار جنيه إسترليني سنويًا، ومع السعودية إلى 17 مليار جنيه. كما تعتبر المملكة العربية السعودية أكبر سوق للصادرات الدفاعية البريطانية، بقيمة تبلغ 3.8 مليار جنيه إسترليني سنويًا.

وأشار رئيس الوزراء إلى أن هناك إمكانات غير مستغلة في المنطقة، مضيفًا: "سأدعو إلى تسريع العمل على اتفاقية التجارة الحرة مع مجلس التعاون الخليجي، وتعميق التعاون في مجالات البحث والتطوير، والشراكة في مشاريع مستقبلية مثل الذكاء الاصطناعي وبرامج الدفاع والأمن."

وتزامنت زيارة ستارمر مع دعوات منظمات حقوقية، مثل "ريبريف"، لطرح قضايا حقوق الإنسان مع القادة السعوديين، خصوصًا مع تسجيل المملكة العربية السعودية أعلى معدل إعدامات في تاريخها خلال عام 2024، حيث أُعدم 300 شخص.

وأعرب دان دولان، نائب المدير التنفيذي لمنظمة "ريبريف"، عن أمله في أن يستغل ستارمر الفرصة لطرح أزمة الإعدامات، قائلاً: "عندما زار بوريس جونسون السعودية في 2022 بعد ثلاثة أيام من تنفيذ إعدام جماعي، كان ستارمر من أشد المنتقدين لذلك الموقف. الآن، بصفته رئيس الوزراء، يمكنه أن يُحدث فرقًا من خلال مناقشة هذه القضية مباشرة مع ولي العهد."

ودعت المنظمة أيضًا إلى مناقشة قضيتي طفلين يواجهان حكم الإعدام، مؤكدة أن التدخل البريطاني قد يسهم في إنقاذ حياتهما.

بعد جولته في الخليج، من المتوقع أن يتوجه ستارمر إلى قبرص مساء الاثنين، حيث سيلتقي الرئيس القبرصي نيكوس كريستودوليدس في نيقوسيا يوم الثلاثاء.

وتعد هذه الزيارة الأولى لرئيس وزراء بريطاني إلى قبرص منذ أكثر من 50 عامًا، وسيناقش الزعيمان قضايا أمنية تشمل مكافحة الجريمة المنظمة والتمويل غير المشروع المرتبط بروسيا، إضافة إلى تعزيز التعاون الثنائي.