عرب لندن 

قالت البارونة بوتملي من نيتلستون، البالغة من العمر 76 عامًا، إن تجنب الشباب وزملاءهم الأكبر سنًا "المتذمرين" العمل من المنزل يضيف استفادة كبيرة إلى حياتهم، معبرة عن معارضتها الشديدة للانتقال من العمل في المكاتب إلى الترتيبات القائمة على العمل من المنزل، باستثناء من لديهم مسؤوليات رعاية الأطفال.

وخلال حديثها في نقاش حول التماسك الاجتماعي والمجتمع في مجلس اللوردات، قالت الوزيرة السابقة في الحكومة المحافظة: "لن أصدق أبدًا أن العمل من المنزل شيء صحي. نحن كائنات اجتماعية، ونحتاج إلى الذهاب إلى العمل. الشباب بحاجة للذهاب إلى العمل لرؤية النساء الكبيرات المتذمرات مثلي في العمل، والناس الكبار المتذمرين مثلي بحاجة لرؤية الشباب الذين يمكنهم شرح تطبيق تيك توك لهم".

وأضافت السيدة بوتملي أن حضور المكتب هو الطريقة التي يتشارك بها الناس القيم ويتغيرون، قائلة: "كلما أسرعنا في الابتعاد عن التفكير بأن العمل من المنزل شيء رائع جدًا، سأكون سعيدة بذلك".

واستدركت قائلة: "أقبل أن ذلك قد أحدث تحولًا في حياة العديد من النساء، وسأسمح به في هذا الإطار، لكن خلاف ذلك، لن يقنعني شيء".

جاءت تعليقات البارونة بوتملي بعد أن كشفت صحيفة "التلغراف" عن مدى انتشار العمل من المنزل في الخدمة المدنية، وهيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، وهيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS)، وقوات الشرطة، والمجالس المحلية، وسط مخاوف متزايدة بشأن كفاءة القطاع العام.

وأشارت أبحاث إلى انخفاض الإنتاجية عند العمل عن بُعد، حيث أظهرت دراسة أجراها معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس عام 2023 تراجعًا بنسبة 18% مقارنةً بالعمل من المكاتب. كما أوضحت دراسة سابقة أجرتها جامعة ستانفورد انخفاضًا يتراوح بين 10 و20% في المتوسط.

وتُظهر الإحصاءات أن إنتاجية القطاع العام متأخرة عن القطاع الخاص بنسبة 8.5% مقارنة بمستويات ما قبل الجائحة، مما أثار القلق.

وتحدثت البارونة بوتملي، التي كانت عضوًا في البرلمان عن دائرة "ساوث ويست سري"، عن سبب اختيارها منصب وزيرة الثقافة في التسعينيات، قائلة:"كمراقبة وكعالمة اجتماع، أرى أن الإطار الذي كان يجمع الناس معًا يتفكك تدريجيًا. كان الناس يجتمعون حول الموانئ، ومصانع الصلب، والمناجم. كان ذلك نبض المجتمعات.

وأضافت: "وفي عالم يعمل فيه الناس من المنزل، لم تعد هناك هذه القضايا المشتركة. واليوم تقع مسؤوليات ذلك على عاتق وزارة الثقافة والإعلام والرياضة (DCMS) لإيجاد ما يربط الناس ببعضهم البعض."

وتحدثت البارونة بوتملي عن دور الأحزاب السياسية في تعزيز التماسك الاجتماعي، مستذكرة فترة كانت فيها الأحزاب جزءًا مهمًا من هذا النسيج. وقالت: "أي شخص زار دائرتي الانتخابية عندما كنت أول مرة عضوًا في البرلمان، كان ينضم إلى حزب المحافظين ليس لأنهم كانوا محافظين، بل لأنهم أرادوا التعرف على أشخاص لطفاء. وأعلم أن الوضع كان مشابهًا في الكثير من دوائر حزب العمال، لكن الأمر لم يعد كذلك الآن."

وأشارت البارونة إلى أهمية دور الكنيسة الإنجيلية والمجتمعات الدينية الأخرى، مؤكدة أن هذا العمل "يمنح الحياة معنى، ويساعد المحتاجين، ويدعم الأشخاص الوحيدين".

السابق عاصفة داراغ تغلق Winter Wonderland والعديد من الأماكن السياحية
التالي تصنيف بريطانيا بـ'رجل أوروبا المريض' في قطاع الصيدلة