عرب لندن
تعهد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر يوم الخميس بمواجهة ما وصفه بـ"تحالف المعارضين" و"الهراء" البيروقراطي الذي أعاق مشاريع البناء في المملكة المتحدة. جاء ذلك خلال خطاب ألقاه في استوديوهات باينوود السينمائية غرب لندن، حيث أعلن عن سلسلة من التعهدات الجديدة التي تهدف إلى تحسين وضع حكومته التي لم تتجاوز خمسة أشهر، بعد تراجع في معدلات التأييد لها.
ستارمر، الذي يتزعم حكومة حزب العمال اليساري الوسط، أكد أن "خطة التغيير" تمثل المرحلة التالية في حكومته، والتي انتُخِبت بعد فوز ساحق في يوليو تموز الماضي. وتهدف هذه الخطة إلى تحفيز الاقتصاد البريطاني المتباطئ وإصلاح الخدمات العامة المتهالكة، مثل هيئة الخدمات الصحية الوطنية.
وفي رد على الانتقادات التي وُجهت إلى حكومته، قالت كيمي بادينوتش، زعيمة حزب المحافظين المعارض، إن خطاب ستارمر يمثل "إعادة ضبط طارئة" لحكومة متعثرة، مشيرة إلى أن إدارة ستارمر "لا تعرف ماذا تفعل". وفي الوقت نفسه، حدد ستارمر ستة "معالم" يمكن تقييم حكومته بناءً عليها بحلول موعد الانتخابات المقبلة في صيف 2029. تشمل هذه المعالم رفع مستويات المعيشة، بناء 1.5 مليون منزل في إنجلترا، تحسين خدمات المستشفيات، تعزيز الشرطة المجتمعية، تحسين التعليم في السنوات الأولى، وتأمين الطاقة المحلية.
وأشار ستارمر إلى أن "هذه التحديات ضخمة، ولكن خطتنا هي الأكثر طموحًا ومصداقية منذ جيل"، مؤكدًا أن الحكومة مستعدة للمخاطرة لتحقيق هذه الأهداف.
من جهة أخرى، انتقد المعارضون الحكومة، معتبرين أن حزب العمال تجاهل الحاجة إلى خفض مستويات الهجرة، وهو ما استغلته الأحزاب المناهضة للهجرة. وتعتبر عملية إصلاح التخطيط جزءًا أساسيًا من تحقيق العديد من الأهداف الاقتصادية والإسكانية، حيث سلط ستارمر الضوء على التأخير الكبير في بناء خط سكة حديد عالي السرعة بين لندن وبرمنغهام بسبب قضايا بيروقراطية، مثل نفق مليء بالخفافيش الذي كلف المشروع 100 مليون جنيه إسترليني.
وفيما يتعلق بالخطة الاقتصادية، يأمل ستارمر أن يساهم الخطاب في تغيير مسار الحكومة التي واجهت صعوبة في الحفاظ على الزخم بعد الانتخابات. ومن بين القضايا التي أثارت الجدل، خلاف حول الهدايا المجانية لملايين المتقاعدين، وكذلك معارضة العديد من الشركات والمزارعين للميزانية التي رفعت الضرائب.
وأضاف ستارمر: "الأشهر الأولى في الحكم كانت تهدف إلى إصلاح الأسس، إذ تركت الحكومة السابقة عجزًا ماليًا قدره 22 مليار جنيه إسترليني". ورغم الانتقادات، شدد ستارمر على أن هذه التحديات تتطلب حلولًا طويلة الأمد، مع التأكيد على أن الشعبوية ليست حلاً لهذه المشكلات.
وفي سياق العلاقات الخارجية، يواصل ستارمر جهود إعادة ضبط علاقات المملكة المتحدة مع الاتحاد الأوروبي بعد سنوات من التوتر بسبب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وهو ما قد يثير غضب الرئيس الأمريكي المقبل، دونالد ترامب، الذي يعارض الاتحاد الأوروبي.