عرب لندن

حذر رئيس القوات المسلحة البريطانية، الأدميرال السير توني رادكين، من دخول العالم ما وصفه بـ"العصر النووي الثالث"، حيث تواجه بريطانيا وحلفاؤها تهديدات متزايدة من قوى دولية متعددة، بما في ذلك روسيا، الصين، إيران، وكوريا الشمالية.

وفي خطاب ألقاه يوم الأربعاء بمعهد الخدمات المتحدة الملكي للدفاع (RUSI)، أشار الأدميرال رادكين إلى "تهديدات غير مسبوقة" تشمل التهديد باستخدام الأسلحة النووية التكتيكية من روسيا، التوسع النووي الصيني، استمرار إيران في تحدي الاتفاقيات الدولية، وسلوك كوريا الشمالية "غير المنتظم".

وأكد رادكين على أهمية الحفاظ على قوة الردع النووي البريطانية، مشيرًا إلى استثمارات ضخمة قامت بها الحكومات المتعاقبة لتحديث الغواصات النووية والرؤوس الحربية. ووفقًا للـ "بي بي سي"، فإن هذه الاستثمارات تعكس إدراك الحكومات البريطانية لأهمية الردع النووي في تأمين استقرار البلاد وحمايتها من التهديدات المتزايدة. وقال رادكين: "نحن الآن في فجر عصر نووي أكثر تعقيدًا وخطورة، يتطلب استجابة دفاعية أقوى وأسرع."

كما ودعا رادكين إلى زيادة الإنفاق الدفاعي لتلبية متطلبات هذا العصر الجديد. وأوضح أن تكلفة الدفاع والردع ستكون دائمًا أقل من تكلفة التعامل مع تبعات الصراع وعدم الاستقرار. يأتي هذا في ظل تعهد الحكومة برفع الإنفاق الدفاعي إلى 2.5٪ من الناتج المحلي الإجمالي، رغم عدم تحديد جدول زمني واضح لتحقيق هذا الهدف.

وبالرغم من التحذيرات من التهديدات النووية، أكد الأدميرال رادكين أن احتمالية وقوع هجوم مباشر أو غزو روسي للمملكة المتحدة تظل "بعيدة"، مشيرًا إلى أن الترسانة النووية البريطانية تبقى عامل ردع قوي. وأضاف: "يجب أن نكون واضحين في تقييمنا للتهديدات التي تواجهنا، ونفهم أن العالم أصبح أكثر تنافسًا من أي وقت مضى."

وأشار رادكين إلى أن تعزيز الإنفاق الدفاعي سيحتاج إلى دعم شعبي واسع، ما يتطلب توعية الناخبين بحجم المخاطر التي تواجهها البلاد. وقال: "علينا أن نظهر للأمة مأساة الحرب دون أن تضطر إلى تجربتها مباشرة."

هذا وسيكون خطاب الأدميرال رادكين جزءًا من الأسس التي ستبنى عليها المراجعة الاستراتيجية الدفاعية التي تعتزم الحكومة إصدارها العام المقبل. وستحدد هذه المراجعة القدرات العسكرية المطلوبة لمواجهة التحديات المستقبلية وضمان استقرار البلاد في ظل التحولات الجيوسياسية الراهنة.

وتأتي هذه التصريحات في أعقاب تحذيرات أطلقها سياسيون بارزون، من بينهم رئيس الوزراء السير كير ستارمر، الذي شدد على ضرورة خروج بريطانيا من "شفق السذاجة" والتعامل بجدية مع التحديات الأمنية. كما حذر وزير الدفاع أليستير كارنز من أن حربًا كبرى قد تؤدي إلى تدمير الجيش البريطاني في غضون ستة إلى 12 شهرًا، مشددًا على الحاجة إلى تعزيز الاحتياطيات العسكرية.

وتظل هذه التحذيرات جزءًا من جهود بريطانيا للحفاظ على أمنها الوطني في ظل عالم متغير ومتعدد الأقطاب، حيث تتعاظم التحديات التي تواجهها القوى الغربية.
 

السابق دراسة: نصف نساء بريطانيا يشعرن بعدم الأمان في الشوارع خلال الشتاء
التالي رواندا منفتحة على مناقشة صفقات لاستقبال المهاجرين مع ترامب والاتحاد الأوروبي!