عرب لندن
أكد وزير الخارجية الرواندي أوليفييه ندهونغيره استعداد بلاده للتفاوض بشأن صفقات جديدة للهجرة مع دول مثل الولايات المتحدة الأمريكية بقيادة دونالد ترامب، ودول الاتحاد الأوروبي.
جاء ذلك في تصريحاته لصحيفة التليغراف”Telegraph“، حيث أشار إلى أن رواندا مستعدة لأخذ "حصتها من الحل" في إطار جهود عالمية للحد من الهجرة غير الشرعية.
وأوضح ندهونغيره أن رواندا تتطلع إلى لعب دور محوري في مواجهة أزمة الهجرة العالمية، وفتح أبوابها لاستقبال المهاجرين الذين يتم ترحيلهم من دول أخرى. "إذا كان هناك أي رغبة من أي دولة لمناقشة هذا الموضوع، فنحن منفتحون على الحوار لبحث كيفية تجسيده"، قال ندهونغيره.
وتتزامن تصريحات الوزير مع مناقشات متزايدة في أوروبا حول خيارات ترحيل المهاجرين إلى دول خارج الاتحاد الأوروبي.
في سبتمبر، اقترح مفوض الهجرة الألماني أن يتم استخدام رواندا كدولة طرف ثالث للمهاجرين، بينما وقعت إيطاليا اتفاقًا مع ألبانيا لنقل المهاجرين إليها.
ولا يبدو أن هذه المسائل قد مرت دون أن تثير الاهتمام في الولايات المتحدة، حيث أبدى المقربون من الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، استعدادهم لبحث إمكانية ترحيل المهاجرين غير الشرعيين إلى رواندا، وهو ما يندرج ضمن خططهم المتعلقة بالترحيل الجماعي.
إلا أن ندهونغيره أشار إلى أن رواندا لم تتلق أي اقتراحات مباشرة حتى الآن، لكنه أكد استعداد بلاده للمشاركة في الحلول المستقبلية إذا استدعت الحاجة لذلك. "نحن منفتحون على مواصلة المساهمة في حل قضية الهجرة، وإذا كان علينا أن نتعاون مع دول أخرى في الأيام أو الأشهر المقبلة، فإننا ندرس جميع الشروط بعناية، بما في ذلك المنشآت المتاحة"، أضاف الوزير.
على الرغم من هذه التصريحات التي تشير إلى استعداد رواندا للتعاون على المستوى الدولي، لم تخلُ المسألة من الجدل في المملكة المتحدة، حيث قامت الحكومة البريطانية بإلغاء خطة رواندا التي كانت قد تم توقيعها في عهد رئيس الوزراء الأسبق بوريس جونسون.
وبدورها وصفت وزيرة الداخلية البريطانية الحالية، إيفيت كوبر، خطة رواندا بأنها "إهدار بشع" للأموال، مشيرة إلى المبالغ الضخمة التي تم صرفها على الخطة، بما في ذلك 715 مليون جنيه إسترليني.
ورغم الانتقادات البريطانية، يرى ندهونغيره أن خطة رواندا كانت قد تشكل حلاً فعالاً لأزمة الهجرة، من خلال توفير رادع يساهم في تقليص تدفق المهاجرين غير الشرعيين. وقال: "نعتقد أن كل دولة يجب أن تعالج مشكلة الهجرة بطريقة تردع الهجرة غير الشرعية، وفي الوقت نفسه، تتعامل مع المهاجرين بطريقة إنسانية وفقًا للقانون الدولي".
في إطار الشراكة بين رواندا والمملكة المتحدة، تلقت رواندا مبلغ 290 مليون جنيه إسترليني من المملكة المتحدة بموجب "شراكة الهجرة والتنمية الاقتصادية" (MEDP)، جزء منه تم تخصيصه لبناء مرافق إيواء للمهاجرين الذين كان من المفترض أن يتم ترحيلهم من المملكة المتحدة. لكن مع انتهاء الخطة، يشير ندهونغيره إلى أن هذه المنشآت قد تستخدم في المستقبل في إطار أي اتفاقات جديدة مع دول أخرى.
وأعرب ندهونغيره عن استيائه من ردود الفعل السلبية ضد رواندا، التي اعتبرها غير عادلة، قائلاً: "ما أزعجنا هو أن السياسة الداخلية البريطانية تحولت ضد رواندا، رغم أننا كنا مجرد دولة جاءت لتقديم المساعدة." وأضاف أن رواندا لم تكن تسعى للتدخل في السياسة الداخلية البريطانية، ولكنها أرادت فقط أن تكون جزءًا من الحل في مواجهة أزمة الهجرة العالمية.