عرب لندن
في خطاب وصفه حزب العمال بأنه يمثل "المرحلة الجديدة" لرئاسته للحكومة، يسعى رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، إلى استعادة الزخم لحكومته التي مرت بخمسة أشهر صعبة.
حيث أعلن ستارمر عن سلسلة من التعهدات الهادفة إلى إحداث تغييرات ملموسة يشعر بها المواطنون؛ من بين هذه التعهدات خطة لتعزيز الأمن ومكافحة الجريمة، تتضمن توفير 13 ألف من ضباط الشرطة المجتمعية بحلول عام 2029.
وبحسب ما ذكرته صحيفة الغارديان ”The Guardian“ أوضح ستارمر أن كل حي في إنجلترا وويلز سيحصل على ضابط شرطة معروف بالاسم ومتاح للتواصل، مما يسهم في استعادة ثقة المواطنين الذين يشعرون بعدم الأمان في شوارعهم؛ كما ستشمل الخطة تعيين مسؤولين عن قضايا السلوكيات المنافية للنظام في كل قوة شرطة.
وأشار ستارمر إلى أنه سيُطلب من الضباط المسؤولين تصميم حلول مبتكرة للمشاكل التي يثيرها السكان والشركات على حد سواء.
إضافة إلى ذلك، تعهد رئيس الوزراء بأن يظل الضباط الجدد في الشوارع بشكل دائم ليكون وجودهم واضحًا وملموسًا للمواطنين.ولن يتم نقلهم لسد العجز في أقسام أخرى، مما يجعل المبادرة أكثر مصداقية.
ولتحقيق هذا الهدف، ستخصص الحكومة 100 مليون جنيه إسترليني، فيما ستشمل الإصلاحات إجراءات لتبسيط الخدمات المتخصصة مثل الطب الشرعي، وإنهاء ما وصفه ستارمر بـ"الجنون" المتمثل في شراء كل قوة شرطة لمعداتها بشكل مستقل.
وأشار ستارمر إلى أن هذه المبادرات ليست مجرد وعود جوفاء؛ بل هي جزء من رؤية شاملة تهدف إلى تحسين مستويات المعيشة، ومعالجة أزمات تراكم الحالات في هيئة الخدمات الصحية، وضمان تأمين الطاقة، وزيادة بناء المنازل، وتعزيز جاهزية الأطفال للمدارس، ما يجعل حكومته أقرب إلى تحقيق أهدافها الكبرى.
ومع أن هذه الخطط لاقت ترحيبًا من قبل كبار تجار التجزئة مثل، الذين أشاروا إلى أهمية هذه الإصلاحات في الحد من موجة السرقات المرتبطة بأزمة غلاء المعيشة، إلا أن حزب المحافظين لم يفوت الفرصة لتوجيه الانتقادات.
حيث وصفت زعيمة الحزب كيمي بادينوك خطاب ستارمر بأنه "إعادة ضبط طارئة"، معتبرة أن هذه التحركات تعكس اعترافًا ضمنيًا بأن "المهام الحكومية" المعلنة سابقًا كانت إما غامضة للغاية أو غير قابلة للتحقيق.
وشكك حزب المحافظين في جدوى الخطة التمويلية، مشيرًا إلى أن مبلغ الـ100 مليون جنيه إسترليني لن يكون كافيًا لتغطية التكاليف اللازمة لتعيين الضباط الجدد، وأن معظم الأدوار الجديدة ستقتصر على وظائف أقل من مستوى ضابط شرطة كامل.
وفي ختام خطابه، قال ستارمر: "لقد انتُخبت حكومتي لتحقيق تغيير حقيقي؛ اليوم نخطو خطوة جديدة نحو الوفاء بهذا الالتزام. المواطنون يريدون شوارع آمنة، اقتصادًا مستقرًا، حدودًا محمية، ومستقبلًا أفضل لأطفالهم؛ ومهمتنا الآن هي تقديم هذا التغيير الذي يستحقونه."