عرب لندن

كشف مسح صدر عن وكالة "ستاندرد آند بورز" العالمية للتصنيف الائتماني يوم الاثنين أن قطاع التصنيع في المملكة المتحدة سجل تراجعًا أكبر من المتوقع في الشهر الماضي، مع أسوأ انخفاض في الأعمال الجديدة منذ فبراير، في حين أشار المشاركون في المسح إلى تأجيل بعض قرارات الاستثمار من قبل كل من المصنعين والعملاء عقب الإعلان عن الميزانية البريطانية.

انخفض مؤشر مديري المشتريات التصنيعي إلى 48.0 نقطة في نوفمبر، مقارنة بـ 49.9 نقطة في أكتوبر، مسجلًا أدنى مستوى له في تسعة أشهر. كما كانت القراءة النهائية أقل من التقدير الأولي الذي بلغ 48.6 نقطة. ويُعتبر الرقم 50 نقطة خطًا فاصلًا بين النمو والانكماش، وبالتالي تشير القراءة الأخيرة إلى أن قطاع التصنيع دخل مرحلة التراجع بعد أن كان مستقرًا نسبيًا في أكتوبر.

وقالت وكالة "ستاندرد آند بورز" إن الإنتاج تراجع لأول مرة في سبعة أشهر، مسجلًا أقوى انخفاض في الطلبات الجديدة منذ فبراير. كما أضافت أن القلق المستمر بشأن التوقعات الاقتصادية وارتفاع التكاليف وضعف الطلب دفع الشركات إلى تقليص التوظيف وعمليات الشراء واحتياطيات المخزون.

وأضافت الوكالة أن العديد من المشاركين في المسح ربطوا انخفاض الإنتاج والطلبات الجديدة بتأجيل قرارات الاستثمار، بما في ذلك تخفيض المشاريع الجديدة بسبب عدم اليقين في السوق المحلية وتصاعد التوترات الجيوسياسية. وأشار البعض إلى أن الإعلانات في الميزانية البريطانية أدت إلى إعادة تقييم الشركات المصنعة وعملائها لميزانياتهم.

وشملت ميزانية الحكومة البريطانية التي أُعلنت في نهاية أكتوبر سلسلة من الزيادات الضريبية على الشركات، ما أثر بدوره على قرارات الاستثمار.

وفيما يخص الطلبات الخارجية، سجلت المملكة المتحدة انخفاضًا في الطلب للشهر الحادي والثلاثين على التوالي، مع تراجع في الطلبات من الولايات المتحدة والصين والاتحاد الأوروبي والشرق الأوسط. وقد تأثرت الطلبات من الاتحاد الأوروبي بشكل خاص بسبب ضعف قطاع السيارات الألماني.

أما بالنسبة للتوقعات المستقبلية، فإن 52٪ من المشاركين في المسح يتوقعون زيادة في الإنتاج الصناعي العام المقبل، وهو نفس مستوى الثقة المسجل في أكتوبر. في حين أن 11٪ يتوقعون انكماشًا في القطاع، وهو ارتفاع عن 8٪ في الشهر السابق. وأشار بعض المصنعين إلى أنهم ما زالوا متفائلين بسبب خطط التوسع، وتنويع المنتجات، وآمال في التعافي الاقتصادي، بالإضافة إلى الجهود المبذولة لإحياء الطلب على الصادرات.

لكن رغم التفاؤل، قالت ستاندرد آند بورز جلوبال إن العديد من الشركات لا تزال تشعر بالقلق بشأن التوترات الجيوسياسية المتزايدة والسياسات المحلية، فضلاً عن تأثير ارتفاع تكاليف التوظيف على الطلب المحلي.

شمل الاستطلاع 650 شركة مصنعة في المملكة المتحدة، وتم جمع الردود في النصف الثاني من شهر نوفمبر.

السابق انخفاض كبير في صادرات الغذاء البريطانية إلى الاتحاد الأوروبي منذ بريكست
التالي اكتشاف منجم.. المزيد من البريق للذهب يلمع في الصين