عرب لندن
كشفت شهادات طالبي لجوء عن ظروف قاسية ومؤلمة عاشوها أثناء احتجازهم في مركز مانستون لمعالجة المهاجرين في مقاطعة كينت، مما أثار جدلاً واسعاً حول إدارة المركز وفتح الباب لمراجعة سياسات الحكومة المتعلقة بمعاملة المهاجرين.
ووفقاً للمصادر، كان مركز مانستون يعاني من اكتظاظ شديد وظروف غير إنسانية في أكتوبر 2022، ما دفع العديد من المحتجزين إلى رفع دعوى قانونية ضد الحكومة مطالبة بإجراء تحقيق شامل في ما حدث.
وبحسب ما ذكرته صحيفة الغارديان ”The Guardian“ المفتش المستقل السابق لشؤون الحدود والهجرة في بريطانيا، ديفيد نيل، كان قد زار المركز في ذروة الأزمة في أكتوبر 2022، وقال ”إن الظروف التي وجدها هناك كانت صادمة للغاية لدرجة أنه تركته "عاجزاً عن الكلام“.
وأوضح نيل أنه تم حشر المهاجرين في خيام مكتظة، حيث كانوا ينامون على أرضيات متسخة دون أدنى اهتمام بالنظافة أو الراحة. كما أشار إلى أن المراحيض كانت تفيض بالفضلات، وأن الرعاية الطبية كانت غير كافية بل وغائبة في بعض الأحيان.
وفي تفاصيل أخرى، أضاف نيل أن اللاجئين كانوا يُنادى عليهم بأرقام على أساور معصمهم بدلاً من أسمائهم، وهو ما اعتبره دليلاً على تجريدهم من إنسانيتهم.
وقال عدد من اللاجئين ”إن الظروف داخل مركز مانستون كانت قاسية بشكل لا يمكن تحمله بالنسبة لهم“. حيث تحدثت إحدى النساء اللاتي احتُجزن في المركز لمدة 21 يوماً عن معاناتها. وقالت ”إنها أُجبرت على العيش والنوم في غرفة مكتظة بأكثر من 100 شخص، وسط فوضى وانعدام الأمان“.
ومن جهة أخرى، تكشف الوثائق التي قدمت إلى المحكمة أثناء جلسات الاستماع الخاصة بالقضية، أن هناك 21 حادثة لاستخدام القوة من قبل الحراس داخل مركز مانستون في أكتوبر 2022.
وأشارت بعض الوثائق إلى أن الوزارة كانت قد تلقت تحذيرات متكررة من السلطات المعنية بأن المركز "لا يعمل بشكل قانوني"، ومع ذلك استمرت عمليات الاحتجاز في هذه الظروف البائسة.
وفي سياق مشابه، أظهرت أوراق الدعوى القانونية أن بعض الأطفال الذين تراوحت أعمارهم بين ستة أشهر وست سنوات كانوا بين المحتجزين، وقد تعرضوا لظروف صعبة للغاية في المركز.
وتستمر الدعوى القانونية ضد الحكومة البريطانية بشأن الظروف التي عاشها هؤلاء اللاجئون، وتدعو إلى إجراء تحقيق شامل ومستقل في إدارة مركز مانستون. كما تدعو منظمات حقوق الإنسان إلى إغلاق المركز أو إعادة تقييم الظروف التي يواجهها المهاجرون في ظل معاملة قاسية وغير إنسانية.