عرب لندن
شهد البحر الأحمر حادثة مأساوية يوم أمس الاثنين بعد انقلاب قارب الغطس "سي ستوري" قرب منطقة شعاب مرجانية شهيرة، مما أسفر عن فقدان 16 شخصًا، من بينهم بريطانيان، وفقًا لمسؤولين مصريين.
وبحسب ما ذكرته صحيفة التليغراف ”Telegraph“ كان القارب، الذي يبلغ طوله 44 مترًا ومصنوعًا من الخشب، يحمل 31 سائحًا و14 فردًا من الطاقم عندما أطلق إشارات استغاثة قبل الفجر.
وأوضح اللواء عمرو حنفي، محافظ البحر الأحمر، أن الحادث وقع نتيجة موجة عالية ضربت القارب في الساعة 5:30 صباحًا بالتوقيت المحلي، مضيفًا أن القارب انقلب في غضون خمس إلى سبع دقائق فقط، مما أدى إلى محاصرة بعض الركاب داخل الكبائن.
بحلول مساء الاثنين، تمكنت فرق البحث والإنقاذ بالتعاون مع القوات المسلحة المصرية من إنقاذ 28 شخصًا. تم نقل بعض الناجين جوًا إلى بر الأمان، بينما نقل الآخرون بواسطة سفينة حربية إلى مدينة مرسى علم، التي تبعد حوالي 46 ميلًا بحريًا عن موقع الحادث.
مع غروب الشمس، توقفت عمليات البحث عند الساعة الخامسة مساءً بالتوقيت المحلي.
وأفادت وسائل إعلام محلية أن القارب كان على متنه أربعة بريطانيان، أمريكيان، صينيان، فنلندي، وسائحان من بولندا. من جانبها، أكدت وزارة الخارجية البريطانية تقديم الدعم لعدد من المواطنين البريطانيين المتأثرين بالحادث.
ووفقًا للتقارير، تم التأكد من سلامة المواطنين الصينيين، في حين لم يتم بعد تحديد جنسيات جميع الناجين بشكل كامل.
القارب المنكوب "سي ستوري" يتبع لشركة Dive Pro Liveaboard، التي سجلت في السنوات الأخيرة عدة حوادث خطيرة.
ففي عام 2022، اشتعلت النيران في قاربها "سكوبا سين" مما أدى إلى تدميره بالكامل. وفي العام التالي، تعرض قارب آخر تابع للشركة، وهو "سي ليجند"، لحريق تسبب في وفاة سائحة ألمانية.
وأكدت الشركة أن قارب "سي ستوري" اجتاز فحصًا للسلامة البحرية في مارس الماضي، وحصل على شهادة صلاحية لمدة عام. مع ذلك، لم تقدم الشركة أي تصريحات أو معلومات للصحفيين حول الحادث الأخير.
ووقع الحادث بعد يوم واحد فقط من إعلان السلطات في الغردقة تعليق جميع الأنشطة البحرية بسبب سوء الأحوال الجوية. وأشار محافظ البحر الأحمر إلى أن التحقيقات مستمرة لتحديد ما إذا كانت الأحوال الجوية أو عوامل أخرى قد ساهمت في الحادث.
وكانت الرحلة قد انطلقت من ميناء بورت غالب يوم الأحد، وكان من المقرر أن تصل إلى الغردقة يوم الجمعة. القارب، الذي تم بناؤه عام 2022، صُمم لاستيعاب 36 راكبًا في 18 كابينة، من بينها أربع كبائن فاخرة على السطح العلوي.
ويأتي هذا الحادث بعد عام من وفاة ثلاثة سياح بريطانيين في حادث مماثل، عندما اشتعلت النيران في قارب غطس آخر قبالة سواحل مرسى علم.