عرب لندن 

أظهرت أبحاث حديثة أن السياسة الحكومية الرامية إلى إنشاء 100 ألف مكان جديد في الحضانات من خلال استغلال الفصول الفارغة في المدارس الابتدائية في إنجلترا "من غير المرجح أن تنجح".

ووفقا “للغارديان”، أرجعت الدراسة هذا التحدي إلى وجود فجوة جغرافية بين الأماكن المتاحة والطلب المتوقع، بينما أثار قادة القطاع مخاوف بشأن قضايا تتعلق بالكوادر البشرية، وتوفير أماكن للنوم للأطفال الأصغر سناً، ووجود مراحيض وأحواض غير مناسبة للأطفال في سن الحضانة.

وتمت دعوة مديري المدارس للتقدم للحصول على تمويل يصل إلى 150 ألف جنيه إسترليني في الجولة الأولى من البرنامج، والتي تهدف إلى دعم إنشاء أو توسيع 300 حضانة جديدة في المدارس الابتدائية الحكومية، وصولاً إلى الهدف النهائي المتمثل في 3,000 حضانة.

وتُعدّ نجاح هذه السياسة أمراً بالغ الأهمية، حيث تواجه الحكومة ضغوطاً كبيرة لتوفير أماكن كافية للوفاء بوعدها بمنح 30 ساعة مجانية من رعاية الأطفال أسبوعياً للآباء المؤهلين للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين تسعة أشهر وثلاث سنوات، اعتباراً من سبتمبر المقبل.

لكن أبحاثاً أجرتها مؤسسة Frontier Economics، إحدى أكبر شركات الاستشارات الاقتصادية في أوروبا، أبدت شكوكاً حول إمكانية تحقيق خطط الحكومة. ومن بين التحديات التي تواجه تنفيذ هذه السياسة، بحسب المؤسسة، أن السعة المتوقعة الفائضة ليست دائماً موجودة في الأماكن التي تتناسب مع الطلب المتوقع.

كما أشارت الدراسة إلى أن عدد الأماكن المتاحة في المدارس قد يكون غير كافٍ لجعل إنشاء حضانات جديدة أمراً قابلاً للتطبيق. وذكرت أن استغلال المساحات الفارغة لتلبية الطلب سيكون ممكناً فقط إذا استطاعت المدارس دمج المساحات عبر جميع الفئات العمرية، وهو ما وصفته الدراسة بأنه "غير واقعي".

وبحسب الأبحاث، فإن لندن هي المنطقة الوحيدة التي يمكن أن تلبي فيها السعة الفائضة في الفصول استقبال الطلب الإضافي على أماكن الحضانات، بل قد تتجاوز هذا الطلب، نظراً لانخفاض معدلات الولادة في العاصمة. أما في مناطق أخرى، فإن نسبة صغيرة فقط من الطلب المتوقع سيتم تلبيته عبر السعة الفائضة، مثل 13% في منطقة إيست ميدلاندز، و25% في شرق إنجلترا، و32% في ويست ميدلاندز.

وقالت الدكتورة جيليان بول، التي قادت الدراسة: "تحليلنا يظهر أن الخطة الحالية للحكومة لاستخدام السعة الفائضة في المدارس الابتدائية لتحقيق أهداف الحضانات الجديدة من غير المرجح أن تنجح. حتى مع استغلال السعة بالكامل، فإن الفجوة الجغرافية مع الطلب الجديد تترك بعض المناطق بعيدة تماماً عن التغطية."

من جانبها، قالت كاثي باين، الرئيسة التنفيذية لمجموعة REAch2، أكبر شبكة أكاديميات ابتدائية في إنجلترا والتي تضم 62 مدرسة، لمجلة TES المتخصصة: "إعادة توظيف الفصول الدراسية قد تكون أكثر تعقيداً مما يبدو. المباني القائمة قد لا توفر المساحات الكافية لتلبية المعايير، مثل الحاجة إلى مزيد من المراحيض أو أماكن النوم أو مرافق النظافة."

ودعت بول إلى استكشاف طرق إضافية لتوسيع نطاق الحضانات. وقالت: "دعم توسعة الحضانات القائمة في المدارس، أو توفير تمويل كافٍ لتشجيع توسيع تقديم الأماكن المجانية في المرافق الخاصة، قد تكون خطوات جيدة للبدء بها."

وفي يونيو الماضي، قال كير ستارمر عندما كان زعيما لحزب العمال فقط - قبيل وصوله للرئاسة: “إن رعاية الأطفال هي بنية تحتية حيوية وضرورية"، وأضاف: "بعد 14 عامًا من حكومة المحافظين، بدأ عدد كبير جدًا من الأطفال في الالتحاق بالمدرسة متأخرين بالفعل، والعديد من الآباء يُمنعون من تحقيق طموحاتهم المهنية". وبين عزمه على اتخاذ القرارات اللازمة لدعم تقدم الآباء وتحسين فرص الحياة للأطفال ودفعهم للنمو، موكداً أن هذه الانتخابات تدور حول التغيير.

وأكد ستارمر حينها أيضًا أن العائلات ستوفر أكثر من 400 جنيه إسترليني في السنة من خلال خططه لإنشاء نوادي إفطار مجانية لجميع أطفال المدارس الابتدائية. وادعى أن خطة توسيع نوادي الإفطار التي تشمل جميع المدارس الابتدائية في إنجلترا ستخفض ما يقرب من 500 ألف يوم من غياب التلاميذ عن المدرسة. وقال إن خططه تذهب إلى أبعد من مخطط المحافظين، الذي يصل حاليًا إلى حوالي مدرسة واحدة من كل سبع مدارس ابتدائية.

وأكد أن حكومته ستنفق 365 مليون جنيه استرليني لدفع ثمن أندية الإفطار المجانية، في حال الفوز بالانتخابات، وذلك باستخدام الأموال الناتجة عن توسيع خططها الضريبية غير المحلية لتشمل أرباحهم في الخارج واتخاذ إجراءات صارمة ضد التهرب الضريبي الآخر.

السابق حظرعلى وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال دون 16 عاماً "مطروح على الطاولة" في بريطانيا
التالي ارتفاع معدل التضخم إلى 2.3% والتوقعات تشير إلى مزيد من الارتفاعات