عرب لندن
بريطانيا تتجه لتزويد أوكرانيا بصواريخ "ستورم شادو" طويلة المدى لاستهداف العمق الروسي، في خطوة تأتي بعد إعلان الرئيس الأمريكي، جو بايدن، موافقته على تزويد كييف بصواريخ "أتاكمس" ذات المدى المماثل.
وبحسب ما ذكرته صحيفة الغارديان “ The Guardian” أكد رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، خلال قمة مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو، أن بلاده تعزز دعمها العسكري لأوكرانيا بشكل أكبر، مشددًا على التزام بريطانيا بتقديم المساعدة "طالما كان ذلك ضروريًا".
وقال ستارمر: "علينا مضاعفة جهودنا لأننا لا يمكن أن نسمح لبوتين بالانتصار في هذه الحرب".
وكانت روسيا قد اتهمت الغرب بتصعيد الصراع، حيث صرح المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، بأن الولايات المتحدة "تصب الزيت على النار" من خلال تسليم أوكرانيا أسلحة طويلة المدى.
وحذر بيسكوف من أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى مواجهة مباشرة بين الناتو وروسيا، مشيرًا إلى أن الرئيس فلاديمير بوتين سبق أن أكد في سبتمبر أن موسكو ستتخذ "إجراءات مناسبة" للرد على مثل هذه التهديدات.
وفي المقابل، دعمت فرنسا قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن، وأعلنت استعدادها للسماح باستخدام صواريخها طويلة المدى ضد أهداف داخل روسيا.
بينما جددت ألمانيا رفضها تزويد أوكرانيا بصواريخ "تاوروس" القادرة على ضرب العمق الروسي. من جهة أخرى، وصف وزير الخارجية المجري، بيتر سيارتو، القرار الأمريكي بأنه "خطير وغير ديمقراطي".
وصرح وزير الخارجية الفرنسي، جان-نويل بارو، أن باريس قد تدرس السماح باستخدام صواريخها طويلة المدى إذا كان ذلك "ضروريًا لوقف الهجمات الروسية على الأراضي الأوكرانية".
ومن جانبها، تطالب أوكرانيا منذ فترة بالحصول على صواريخ طويلة المدى لاستهداف مستودعات الوقود والقواعد اللوجستية الروسية، في محاولة للحد من الهجمات المتكررة على بنيتها التحتية.
وكانت كييف قد أعربت عن استيائها في وقت سابق من الشهر الجاري بسبب تأخر بريطانيا في تزويدها بصواريخ "ستورم شادو"، متهمة لندن بالتراجع عن تعهداتها.
وأكد وزير الدفاع البريطاني، جون هيلي، في مجلس العموم أن الحكومة البريطانية تدرك أهمية تعزيز الدعم العسكري لأوكرانيا، لكنه شدد على عدم مناقشة التفاصيل التشغيلية المتعلقة بصواريخ "ستورم شادو".
وقرار الرئيس الأمريكي جو بايدن بتزويد أوكرانيا بصواريخ طويلة المدى قوبل بانتقادات داخلية، حيث وصف دونالد ترامب الابن الخطوة بأنها محاولة من "المجمع الصناعي العسكري" لإشعال حرب عالمية ثالثة قبل تولي والده الرئاسة.
وقال عبر منصة "إكس": "يبدو أنهم يحرصون على تأمين تريليونات الدولارات، بغض النظر عن الأرواح التي ستُزهق". في الوقت نفسه، أعرب بعض المسؤولين الروس عن أملهم في أن تتراجع الإدارة الأمريكية الجديدة تحت قيادة ترامب عن هذه القرارات بعد توليه السلطة في يناير المقبل.
وفي سياق متصل، صرّح متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أن الأخير يعتزم استغلال قمة مجموعة العشرين لحث القادة على تعزيز الدعم العسكري لأوكرانيا، مشددًا على أهمية "توحيد الجهود" لمواجهة التحديات. ورغم غياب اجتماع ثنائي بين ستارمر وبايدن خلال القمة، إلا أنهما سيجتمعان على هامش الفعاليات.
ويُذكر أن صواريخ "ستورم شادو"، المصنعة من قبل شركة MBDA البريطانية-الفرنسية-الإيطالية، تتمتع بمدى يصل إلى 250 كيلومترًا.