عرب لندن
قام سكان بلدة بنتام في المملكة المتحدة، التي تُعَد الأكثر تلوثًا بـ"المواد الكيميائية الأبدية" في البلاد، بتوكيل محامين للتحقيق في إمكانية رفع دعوى قانونية غير مسبوقة ضد شركة تصنيع رغوة مكافحة الحرائق الموجودة في مركز البلدة.
وفي مايو من هذا العام، كشف تحقيق مشترك أجرته" Ends Report" بالتعاون مع صحيفة The Guardian أن بنتام، البلدة الريفية في شمال يوركشاير، هي أكثر المناطق المعروفة تلوثًا بمركبات PFAS في المملكة المتحدة.
وتُعَد شركة "Angus Fire"، المتخصصة في تصنيع رغوة مكافحة الحرائق، مسؤولة عن جزء من هذا التلوث.
PFAS، وهي اختصار لـ (Per- and Polyfluoroalkyl Substances) وتُعرف بـ"المواد الكيميائية الأبدية" لأنها تدوم في البيئة لآلاف السنين، وهي عائلة تضم حوالي 10,000 مركب كيميائي.
ترتبط هذه المركبات بمجموعة واسعة من الأمراض الخطيرة، بما في ذلك أنواع معينة من السرطان. ويتم استخدامها في العديد من المنتجات الاستهلاكية، مثل أدوات الطهي غير اللاصقة والمعاطف المقاومة للماء، لكن أحد استخداماتها الأكثر شيوعًا هو في رغوة مكافحة الحرائق.
وقد أبلغت شركة المحاماة "Leigh Day" شركة "Angus Fire" بأنها تعمل نيابة عن السكان للتحقيق في قضية ضد الشركة بسبب "التلوث المزعوم بـ PFAS في بنتام".
من جانبه قال متحدث باسم "Angus Fire": "تم إعلامنا من قِبَل شركة "Leigh Day" أنها بصدد التحقيق في دعوى محتملة نيابة عن مكان إقامة واحد فقط. لم نتلقَ إشعارًا بأي إجراء قانوني."
وعلى مدى الـ 25 عامًا الماضية، تم رفع ما يقرب من 10,000 دعوى قضائية في الولايات المتحدة تزعم وقوع أضرار نتيجة التعرض لـ "PFAS"، وبعض هذه القضايا أفضت إلى تسويات بمليارات الدولارات.
وفي حال تم رفع الدعوى ضد "Angus Fire"، فستكون الأولى من نوعها المتعلقة بـ "PFAS" في المملكة المتحدة.
وصرحت شارلوت أرمسترونغ، المحامية في "Leigh Day": "تقول شركة Angus Fire إنها لم تعد تصنع أو تختبر أي منتجات تحتوي على PFAS في بنتام، لكن هذا لا يفيد سكان بنتام. هذه المواد الكيميائية 'أبدية'، وهذا يعني أن التلوث الكيميائي في المنطقة لا يزال قائمًا.. عملاؤنا وأفراد المجتمع في بنتام لهم الحق في فهم مدى حجم التلوث في منطقتهم بشكل كامل، بحيث يمكن محاسبة المسؤولين المزعومين من حيث التعويض المالي وإجراءات التنظيف".
بعد التحقيق الأولي، طلب مجلس بلدة بنتام من شركة "Angus Fire" إجراء اختبارات بيئية في شارع ديوك، وهو طريق سكني ضيق بجانب المصنع، للتحقق من وجود مركبات "PFAS".
وتم الكشف عن نتائج الاختبارات في أكتوبر، وأظهرت أن التربة المجاورة للحدائق في شارع ديوك ملوثة بمستويات مرتفعة. ويتم استخدام الأرض وهي مملوكة لشركة "Angus Fire" من قبل السكان الذين يزرعون فيها الغذاء. وقد نصحت الشركة السكان بغسل وتقشير الخضروات المزروعة على الأرض، وتنظيف منازلهم من الغبار بانتظام، وخلع الأحذية قبل الدخول إلى المنازل.
وأفاد سكان شارع ديوك أنهم يشعرون بأنهم "محاصرون" منذ اكتشاف التلوث.
بدورها قالت الشركة: "قدمنا عددًا من الخيارات للسكان الذين تقع ممتلكاتهم بجوار مناطق التصنيع والاختبار السابقة للرغوة، ونعتقد أن هذه الخيارات يمكن أن تقدم حلاً بناءً، كما تؤكد على التزامنا بمعالجة الوضع بمسؤولية.
وأضافت: “نحن ندرك المخاوف بشأن التأثيرات البيئية المحتملة من العمليات التاريخية في منشأتنا، ونأسف للإزعاج والقلق الذي تسبب به هذا الوضع.”