عرب لندن
صرّح الرئيس السابق لمنظمة التجارة العالمية (WTO)، باسكال لامي، بأن المملكة المتحدة يجب أن تنحاز إلى الاتحاد الأوروبي فيما يخص السياسات التجارية والاقتصادية بدلاً من التحالف مع الولايات المتحدة تحت قيادة دونالد ترامب، وسط مخاوف متزايدة بشأن اندلاع حرب تجارية عالمية.
وبحسب "الغارديان"، أكد لامي، الذي تولى رئاسة المنظمة بين عامي 2005 و2013، أن مصالح المملكة المتحدة تكمن بوضوح في البقاء قريبًا من الاتحاد الأوروبي تجاريًا، خاصة وأن حجم التجارة مع أوروبا يفوق بثلاثة أضعاف حجمها مع الولايات المتحدة.
وجاءت تصريحاته بعد أن أشار أحد داعمي ترامب البارزين، ستيفن مور، يوم الجمعة، إلى أنه ينبغي على المملكة المتحدة رفض "النموذج الاشتراكي" للاتحاد الأوروبي إذا أرادت تحقيق فرصة واقعية لإبرام اتفاقية تجارة حرة مع الولايات المتحدة تحت إدارة ترامب، وبالتالي تجنب التعريفات الجمركية البالغة 20% التي وعد الرئيس المنتخب بفرضها على الصادرات.
وفي مقابلة مع صحيفة "الأوبزرفر"، قال لامي: المملكة المتحدة دولة أوروبية. نموذجها الاجتماعي والاقتصادي أقرب بكثير إلى النموذج الاجتماعي الأوروبي وليس إلى النسخة الصارمة والقاسية من الرأسمالية التي يمثلها ترامب وإيلون ماسك".
وأضاف: "يمكننا أن نتوقع أن ترامب بالإضافة إلى ماسك سيزيدان من دفع الأمور في هذا الاتجاه. وإذا تراجع ترامب عن دعم أوكرانيا، ليس لدي أي شك في أن المملكة المتحدة ستبقى إلى جانب أوروبا".
وتابع: "في الأمور التجارية، يجب النظر إلى الأرقام. العلاقة التجارية بين المملكة المتحدة وأوروبا أكبر بثلاث مرات من تلك القائمة بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة".
وأشار لامي إلى أن الاعتماد المتبادل بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي هو اعتماد هيكلي يصعب تغييره، إلا إذا قررت المملكة المتحدة التحول من تبني معايير الاتحاد الأوروبي إلى معايير الولايات المتحدة، وهو أمر وصفه بأنه غير واقعي. وأضاف: "اختيار الاتحاد سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا مع الولايات المتحدة بدلًا من أوروبا لا معنى له مطلقًا. أعتقد أن الخيار الأوروبي يظل الخيار الأهم بالنسبة لمصالح وقيم المملكة المتحدة".
وفي سياق مشابه، أكد إيفان روجرز، السفير البريطاني السابق لدى الاتحاد الأوروبي، أن المملكة المتحدة ستكون أمام الاختيار بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بعد إعادة انتخاب ترامب.
وقال: "أي اتفاقية تجارة حرة يمكن أن يقترحها ترامب وفريقه على المملكة المتحدة ستتضمن مطالب رئيسية تتعلق بوصول المنتجات الزراعية الأمريكية إلى السوق البريطانية والمعايير البيطرية. لن يمر الاتفاق عبر الكونغرس دون هذه النقاط. وإذا وقعت المملكة المتحدة على هذا الاتفاق، فهذا يعني نهاية الاتفاق البيطري الذي اقترحه ستارمر مع الاتحاد الأوروبي. لا يمكن الجمع بين الخيارين؛ عليك أن تختار".
تأتي هذه التصريحات في وقت يتوجه فيه رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إلى البرازيل للمشاركة في اجتماع مجموعة العشرين، حيث ستتصدر قضايا الأمن العالمي والنمو الاقتصادي جدول الأعمال. ومن المتوقع أن يجري محادثات مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، في وقت يقترح فيه ترامب فرض رسوم جمركية تصل إلى 60% على الواردات الصينية.
ويرجح الخبراء أن تطالب الولايات المتحدة كلا من الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة باتباع هذا النهج، وهو ما ستقاومه الجهتان بشدة لأسباب تجارية.