عرب لندن
حذر محافظ بنك إنجلترا، أندرو بيلي، من أن بريكست قد أثر سلبًا على الاقتصاد البريطاني، ودعا الحكومة إلى إعادة بناء العلاقات مع الاتحاد الأوروبي.
وبحسب ما ذكرته صحيفة الغارديان “The Guardian” جاء هذا التحذير في خطاب ألقاه في عشاء مانشن هاوس في لندن مساء أمس الخميس، حيث أوضح أنه لا يتبنى موقفًا سياسيًا بشأن بريكست، لكنه أشار إلى الآثار الاقتصادية السلبية التي نتجت عن الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وقال بيلي: "البريكست أثر بشكل كبير على الاقتصاد البريطاني، خاصة في مجال التجارة بالسلع"، مؤكدًا أن هذا يوضح أهمية إعادة بناء العلاقات مع الاتحاد الأوروبي مع احترام قرار الشعب البريطاني.
وأشار إلى أنه يجب على الحكومة أن تكون مستعدة للاستفادة من أي فرص لإصلاح العلاقة مع الاتحاد الأوروبي، مشددًا على أن هذه الخطوة ضرورية لمستقبل الاقتصاد البريطاني.
وعادة ما يتجنب محافظي البنوك التدخل في القضايا السياسية، إلا أن مارك كارني، سلف أندرو بيلي، كان قد حذر من الآثار الاقتصادية لبريكست قبل استفتاء 2016.
ورغم ذلك أظهرت صادرات الخدمات أداءً قويًا منذ خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، في حين أن مصدري السلع، خاصة الشركات الصغيرة، واجهوا صعوبات كبيرة بسبب الحواجز غير التعريفية مثل الفحوصات الجمركية.
وفي ذات السياق، أكدت حكومة كير ستارمر رغبتها في تعميق التعاون مع الاتحاد الأوروبي، إلا أن بروكسل أكدت أنها لن تفتح مفاوضات موسعة بشأن اتفاق التجارة والتعاون (TCA).
ويعارض حزب العمال العودة إلى السوق الموحدة أو الاتحاد الجمركي، وبدلاً من ذلك يهدف إلى تغييرات محدودة مثل الاعتراف المتبادل بالمؤهلات المهنية واتفاق بيطري يمكن أن يساعد في تقليل الحاجة للفحوصات على صادرات المواد الغذائية.
وتزامن خطاب بيلي مع تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض تعريفات جمركية على جميع الواردات الأجنبية إلى الولايات المتحدة، وهو ما عارضه بيلي بشدة. واصفًا نفسه بـ "التاجر الحر التقليدي"، أكد بيلي أن الانفتاح على التجارة يبقى أمرًا بالغ الأهمية في حماية الأمن الاقتصادي.
وفي السياق ذاته، حذر المعهد الوطني للبحوث الاقتصادية والاجتماعية من أن فرض ترامب تعريفات بنسبة 10% على جميع الواردات قد يؤدي إلى تقليص نمو الاقتصاد البريطاني في العام المقبل إلى 0.4%.
ومن جهتها، أشادت وزيرة المالية راشيل ريفز، في خطابها خلال نفس الحدث، بمدينة لندن، واصفة إياها بـ "جوهرة التاج" للاقتصاد البريطاني. وأضافت ريفيز أن التنظيمات التي وُضعت بعد الأزمة المالية قد تجاوزت الحدود المعقولة.